نظّم مركز البحوث والتواصل المعرفي حلقة نقاش مع سفير جمهورية الصين لدى المملكة تشن وي تشينغ، بعنوان: “الصين ودول الخليج”، وشارك فيها عدد من الأكاديميين، والمهتمين من الجانب السعودي والصيني. وقد ناقش الحضور مع السفير الصيني تشن محاور عدة، منها: أهمية العلاقات الإستراتيجية بين الصين ودول الخليج. ومشاركة دول الخليج في مبادرة الحزام والطريق. وحدود الحضور الصيني في الخليج. وأولويات الوجود الصيني في الخليج. والدور الصيني المستقبلي في المنطقة. وطُرحت أسئلة ومداخلات حول ما تنتظره دول الخليج من الصين، وما تتوقعه الصين من دول الخليج في المقابل. وحول تأثير التحولات العالمية والأحداث الجارية في العلاقات بين الصين ودول المنطقة. وقال السفير تشن: “لقد طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية في الدورة رقم 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة”. وأكّد أنّ الصين تستعدّ لبذل جهود مشتركة لإدارة دفة التنمية العالمية إلى مرحلة التوازن والتناظم والتسامح، وتعتمد المبادرة على روح التعددية الحقيقية، وتتمسك بمبدأ التشاور والتعاون والمنفعة للجميع. وأضاف: “نحن نرحب بالحكومات والقطاعات الصناعية والأوساط الأكاديمية والمنظمات المدنية وغيرها في دول المجلس، لتقديم الدور الفعال في مواجهة التحديات العالمية يداً بيد، ولتركيز القوى الكبير في تسريع أجندة الأمم المتحدة للتنمية لعام 2030م”. وأوضح السفير أن الجانبين الصيني والخليجي تآزرا في ظل جائحة كورونا، وكان ذلك في أصعب أوقات مكافحة الصين للجائحة وأفضلها، وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن تضامنه ودعمه للصين، وكان الملك سلمان أول قائد تواصل مع فخامة رئيس الصين شي جين بينغ، وقدّمت السعودية مختلف أشكال المساعدة للصين، والصين تتذكر هذه الصداقة وهذا الوقوف المسانِد، وقد أجرى الجانب الصيني المرحلة الثالثة من التجارب على لقاح كورونا في الإمارات والبحرين، وبدأ في العام الماضي الإنتاجُ المشترك مع الإمارات للّقاحات. وتابع: ليست الصين ودول الخليج دولاً تمارس الشراكة في مجالي الاقتصاد والطاقة فحسب، بل نحن شريكان سياسياً، وفي عدد من الأساسيات والمواقف والمصالح في الشؤون الدولية، ونحن نواجه التحديات نفسها الناتجة من الجائحة، ودول المجلس تمارس التغلب على الآثار السلبية للجائحة بقوة وعزم وحزم، وهي ترغب في الحفاظ على التنمية الاقتصادية وتعزيز الإصلاح فيها، ونحن في الصين حققنا المنجزات الملحوظة في هذا الصدد. وأوضح السفير تشن أن الصين تتعامل مع دول الخليج بسياسة موحّدة، ودول المجلس في نظرنا يجمعها هذا التعاون، وكذلك نحترم الفروق بين كل دولة وأخرى، وخصوصاً المملكة، ونراعيها، والمملكة هي الدولة الكبرى من دول الخليج، ولديها مكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والجغرافية، فلذلك لدينا مجالات أوسع للتعامل معها. وواصل: إن دول الخليج لم تصدّر نظمها والسياسية وأفكارها وأيديولوجياتها إلى الصين، والصين فعلت الأمر نفسه، ونعلم أن الصين فيها من المسلمين نحو 23 مليوناً، وبعض المناطق في الصين، مثل: شينجيان، تعرضت لبعض التأثيرات الإرهابية الآتية من العالم، ولكنّ دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، التي تعدّ الدولة الرئيسة في العالم الإسلامي، تتبنّى مبادئ الاعتدال والتسامح والمحبة والدين الإسلامي الرشيد، وقد كان الإسلام جسر ربط بين الشعبين الصيني والعربي، وهو ليس عائقاً، بل يدعم التعاون والتواصل، كما في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، والتنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية، لأن لدينا المصالح والمبادئ نفسها، فالثقة السياسية بيننا تزداد، وأصبحت الآن قوية، ولا توجد لدينا أي خشية من أن السعودية وبقية دول الخليج سوف تصدّر ما يضر بالصين سياسياً أو اجتماعياً. يذكر أن الحلقة أدارها الأستاذ فهد المنيعي الباحث المتخصص في الدراسات الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي.