حوار مع الشاعر والكاتب جمال النوفلى على هامش صالون مداد الثقافى بمعرض مسقط الدولى للكتاب 2020
حاورته : أمينة البلوشي
جمال النوفلى شاعر وكاتب عمانى تميز فى الكتابة عن ادب الرحلات
صدر له فى هذا المجال الأدبى كتابين الأول عن دار الدراويش “هيا نحضر عرسا في اليونان ” والثانى عن دار سماوات للنشر والترجمة بعنوان “الشيخ وانا والأردن ” حول هذين التجربتين وعن التنوع الثقافي والجغرافى الذى حرص على أن يثرى به القارئ فى كتابيه وعلى هامش مشاركته فى ندوة “قراءة في سيمائية ادب الرحلات ” ضمن فعاليات صالون مداد الثقافى بمعرض مسقط الدولى للكتاب فى دورته الحاليه أجرينا مع النوفلى هذا الحوار
ما رأيك في القارئ العماني، وإلى أي مدى تشعر أن معرض الكتاب له دور في نشر ثقافة القراءة في المجتمع العماني؟
اعتقد إن أعداد القراء أصبحت أقل مما عليه في العقود الماضية،
حتى المكتبات العامة لم تعد مزدحمة بالرواد كما كانت من قبل، والسبب في ذلك أن المعرفة معنا وفي الوطن العربي هي معرفة تلقينية وليست حرة، اي إن الشخص يلقن ما يجب عليه أن يعرفه من ثقافة منذ صغره في البيت والمدرسة ثم الجامعة، والتعليم التلقيني هذا يحصر عقل الإنسان في فكر محدود لا يستطيع تخطيه، وتعطيه منافذ معدودة للمعرفة لا يمكنها تجاوزها، وهي البيت والمعبد والمدرسة والشيخ، حتى في اختياره للكتب فإنه يختارها وفق المحددات السابقة، مما يشكل نوعا من الاجتئار المعرفي الذي لا يضيف لثقافة الإنسان ومجتمعه أي جديد.
وهنا يأتي دور معارض الكتب التي تجلب ثقافات متنوعة في مواضيع مختلفة وأطروحات جديدة في المعرفة تنمي الفكر وتفتح شارع العقل للتفكير والتأمل والبحث.
– بإعتبارك رحالة وتهوى السفر ، هل يساعدك ذلك على إيجاد أفكار أو شخصيات لكتابتها في روايتك؟
بكل تأكيد السفر مصدر ثري بالمعارف، وفيه نختبر الكثير من التجارب المثيرة ونتعرف على مناطق عديدة ونلتقي بأشخاص كثيرين، وكل إنسان له طبيعته المختلفة وحكاتيه المختلفة، وهناك مجتمعات غريبة عنا تمام الغرابة ويحصل فيها من الأحداث ما يمكن لكل حدث فيها أن يكون رواية بكامل شخوصها وحبكتها، هناك كتاب قادم سوف اشتغل بكتابته لاحقا عن قرية صغيرة في أذربيجان اسمها لانكران، وهي قرية نهرية صغيرة جميلة تقع على ساحل بحر قزوين، يزرع فيها الشاي والافيون، وأهلها طيبون جدا، تعرفت فيها على تاريخهم الدموي بسبب وقوع لانكران بين دول تحمل ثقافات متنوعة الشيعية والسنية والمسيحية، ومن حكايات أهاليها وذكرياتهم يأتي الالهام الروائي.
– ما هي العوامل التي ساعدت جمال النوفلي للإنطلاق في أدب الرحلات؟
حب السفر وحب الكتابة، أنا أحب السفر كثيرا، منذ صغري تركت قريتي ودام الى جبال مسندم ومضيق هرمز لأجل التعلم والمعارف ثم السفر إلى مصر وزنبجار وغيرها من البلدان التي ولدت في رغبة عارمة في الكتابة ونقل المشاهد والأحداث للقراء.