” سر الحضارة المصرية ” بقلم الفنان ناصر النوبي
هو اتحاد جنوبها وشمالها في منف اول عاصمة للحضارة بمصر وقد قال هيردوت مصر هبة النيل وبالمقارنة لم تنشأ حضارة الا بمصر
وكان ذلك بسبب الوحدة بين الجغرافيا ، ،،، انظر الان الي التطورر في دول حوض النيل في ررواندا فقد فاقت مصر في الاقتصاد والتقدم بعد انتهاء الحرب الاهلية بها….العالم يتقدم بسرعة من حولنا …ونحن محلك سر ….اذا عرف السبب بطل العجب!
انظر الي تجربة مجدي يعقوب بأسوان وتعرف ان اسوان قريبا سوف تحتضن السياحة العلاجية لاكثر من ٥٤ دولة افريقية مما يؤكد ان التوازن في التقدم بين شمال مصر وجنوبها سوف يكون السبب الرئيسي لتحقق التنمية والنهضة وان تهميش الريف المصري بالدلتا والصعيد من اسباب تخلف مصر ،ان التقدم والحضارة يجب ان يتسم بالبراءة والتلقائية والاندهاش ،فالناس بالعاصمة فقدت القدرة علي الاندهاش ،ومن يفقد هذه القدرة لن ييتقدم ويصبح محلك سر
ويشكو اهل المدن انها تحولت الي ثقافة القرية مثل الاسكندرية والقاهرة ،ولا يدركون ان الفراغ والمركزية ادي الي هجرة اهل الريف الي المدينة الي العاصمة وهم يعيشون علي هامشها وهم يفسدون كما يظن اهل المدينة اساسيات الحياة المدنية ،،واعتقد ان المدينة هي نفسها التي تجعلهم يعيشون علي الهامش ،فلا توفر لهم سبل الرقي والتحضر ، بل انني لاحظت الان بمجال الفن والاغنية ان الفن الهابط اقتحم الريف المصري وقضي علي تراثه الذي عاش آلاف السنين ، فهذا ما تصدره المدينة الان من اغاني التكاتك ،والتكاتك نفسها ، فقد اهملت العاصمة المدن والقري والنجوع بمصر ولا توفر
لهم سبل ووسائل المواصلات الحديثة ، وبعد اختفاء الحناطير منها والعربيات الكارو ،والبغال ،والحمير ، لم توفر البديل المناسب لاهالي القري والريف بمصر
فما كان منهم الا شراء التكاتك والتي جعلتهم تحت ضغط عدم الترخيص ،واذا اراد ان يرخص عليه ان يذهب الي محافظة اخري كما يحدث بمحافظة الاقصر ،وتمنعهم من المرور بالشوارع الرئسية مع انهم قد قاموا بحل لمشكلة الانتقال والمواصلات بالقري المصرية ،فلماذا يتوقف العقل المصري عن ايجاد حلول لمواطنيه الذين تعتبرهم علي الهامش ،وتحيك لهم الافخاخ لارتكاب مخالفات مرورية منها عدم الترخيص ،ثم تقبض عليهم وتستولي علي ممتلكاتهم ومصدر رزقهم ،وبعد ذلك تكبدهم مخالفات مالية لا يستطيعون تغطيتها مع انهم بفكرهم البسيط اوجدوا لانفسهم فرصة عمل بعد ان ضاقت عليهم الحياة بما رحبت،، فكيف نهمل العمق المصري ،والذي اقصده هنا جنوب وشمال مصر باعث الحضارة ،والذي كان اتحادهم قديما سببا جوهريا في نشوء ام الحضارة ومهدها ، لماذا ندعى ان مواردنا قليلة ،بالرغم من توافر ايدي العمالة الرخيصة ،والتي اذا قامت الدولة بتدريبها لصنعت عاملا محترفا
انظر الى التجربة السورية بمدينة الرحاب مثلا ،فان الاخوة السوريون بالرغم
من ظروفهم القهرية التي جعلتهم يهاجرون الي وطنهم الثاني مصر ،لم يتوقفوا عن الابداع والنجاح ،وقاموا بثورة بسوق الرحاب ومدينة نصر
فهم يتميزون بالمهارة والحرفية والوجة البشوش ،والاتحاد فيما بينهم مثل النحل الذي يقدم العسل للجميع ،بل ان معظم المحلات المصرية قد اقفلت ابوابها ،وذلك ان العامل وصاحب النشاط المصري ينقل حالته النفسية الي العمل ،ويقابل زبائنه وعلي وجهه البؤس الازلي والقرننة التي يعامل زبائنه بمنتهي الصلف احيانا او بعدم الخبرة والحرفية ،فهو لا يعرف من الحلويات
الا الزلابية والبسبوسة وعندما يصنعها ويقدمها للزبائن فهو جامد الابتسامة ،ومتعالي علي زبائنه ، ولا يجيدون العمل الجماعي بل يعمل كلا منهم علي زمبقة زميلة بل الاطاحة به اذا تطلب الامر ذلك!
ان ميراث السنوات الماضية من تعاقب حكومات ونظام واحد ادي الي اصابة المصريين بالتوحد ،وان القهر المزمن جعلهم ينزلون الي ميدان واحد ويتشاجرون فيما بينهم ،وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى !!
ناصر النوبى منصور