المركزية تضر بالفن والإبداع فى مصر
كتب :ناصر النوبى منصور
المركزية في الفن والسياحة تضر الابداع والاقتصاد بمصر وتؤدي الي الافلاس الفني والاقتصادي
شاهدت بالامس حلقة من حلقات الحج الضوي اعجبنى فيها انني اكتشفت انه ممثل درامي متميز ويقوم بادوار الشر باقتدار ،كما ان مصطفى ممثل فريد وله مستقبل باهر في التمثيل وغير متكلف ويعطى مساحة للمتلقي ان يندمج مع الدور الذي يقوم دون صوت عالي ،لان الممثل الذي يستمع الي نفسه وهو يقوم بالتشخيص يشبه المطرب الذي يعجبه صوته وهو يستحم بالحمام ، وما لم يعجبني في المسلسل القصير هو النص الذي يقوم بتعليم الجمهور الجريمة المحكمة لان الادب والفن هو القدرة علي التلميح وليس التصريح الفج ، كما لم تعجبني اغنية التتر وموسيقاها الفقيرة التي ربما ترجع الي ضعف الامكانيات ،في نفس الوقت اشيد بقناة طيبة
انها فتحت الابواب المغلقة امام ابناء الجنوب في اعطائهم الفرصة في الاشتراك او بطولة للاعمال الدرامية بعد ان اقفلت امامهم ابواب الدراما التي يصنعونها بالقاهرة حيث تسيطر عصابة وشلة انتاج لا تعطي الفرصة لابناء الجنوب للاشتراك او البطولة او الاستعانة بفناني الجنوب بشكل متعمد فهم يعادون الاصالة والعمق مع انهم قد نحتوا القصص والموروث الصعيدي ويحقق له ملايين الجنيهات بينما يقفلون الابواب امام جميزة وفرق الجنوب الموسيقية ولكي يتحرر الصعيد من هذه الازمة والتعصب الشمالي يجب ان تقوم الدولة ببناء معاهد للمسرح والسينما والاخراج والتمثيل بجنوب الصعيد حتي يتسني لابناء الجنوب الفرصة للابداع وعمل سينما الجنوب ومسرح الجنوب وانتاج الجنوب لاننا وقفنا طويلا امام ابوابهم التي
لا نجيد طرق فتحها لان العصابة الفنية التي تدعي الفن وكانت سببا في تأخر مصر فنيا لها اجندة لا تتوافق مع روح مصر او روح الهوية المصرية الحقيقة ،فبعضهم اعداء للاصالة والشخصية المصرية الحقيقية ،وليس امام ابناء الجنوب الا الاستقلال الفني ،فقد حاربت بالقاهرة طوال ١٥ عاما والابواب في السينما والمسرح والمسلسلات موصدة بالضبة والمفتاح
مع اننا لا نفتقد الموهبة او الخبرة في الموسيقي والغناء والتأليف المسرحي او السينمائي
الحضارة والابداع تبدأ من الجنوب مع نهر النيل من عمق مصر ،وانا هنا لا ادعو الي العنصرية
ولكني ضد القهر وضد المركزية الفاسدة التي اخرت مصر طويلا بمجال الفنون
فلماذا لا توجد دار اوبرا باقاليم الجنوب مثل دمنهور والاسكندرية ،ولماذا لا يوجد معهد عالي للمسرح ولماذا لا يوجد معهد عالي للموسيقي بالاقصر او اسوان ؟
والمهم هو لماذا لا يوجد انتاج او منتجين او دور عرض بالصعيد وهو يمثل العمق الاستراتيجي
لمصر المحروسة ،نحن ابناء الصعيد نعشق كل ذرة من تراب مصر وليست لنا نزوع للعنصربة او المركزية او مراكز قوي فنية تقفل الابواب امام احد ففي مجال السياحة يعمل ابناء الدلتا بالاقصر واسوان بينما الشركات السياحية الام تتمركز بالقاهرة ،، لا تنسوا ان طيبة هي من قامت
بطرد الهكسوس فلا تكونوا هكسوسا وتطردون ابناء الجنوب من السينما والمسرح والمسلسلات
وانتم تسرقون القصص والحواديت والدراما من الصعيد ثم تغلقون الابواب امامهم او تعطوهم ادوار ثانوية ليس لها محل من الاعراب حتي عندما كانت الاقصر عاصمة للثقافة العربية ولها ميزانية كبيرة ضاعت هباء منثورا ولم يشارك ابناء الصعيد في فعاليات العاصمة الثقافية وجاء الينا المطربين والموسيقين والنقاد ولم تكن هناك اي فعاليات لها قيمة تعود علي ابناء الصعيد
سوي الافتتاح ثم اختفوا بعد ذلك حتي حفلة الختام التي كانت فاشلة فشلا ذريعا حتي لو كان الملك نجما للحفل فقد خيب ظن وامل الجميع في حفل فني راقي يكون له اصداء ربما عادت باثرها علي عودة السياحة للاقصر او اسوان فالتغطية الاعلامية محلية ولا تخاطب العالم
كما اني ازمة السياحة اثبتت ان الصعيد مهمش ،ففي سنوات التدفق السياحي ادخلت الاقصر واسوان مليارات الدولارات الي الدخل القومي المصري ثم تركت الدولة اهالي الاقصر يتكبدون سنوات وسنوات عجاف افقرتهم واذلتهم ،ولم تقم الدولة بتعويض المرشدين السياحيين الذين
مات منهم اكثر من ١٠٠ مرشد سياحي شمالا وجنوبا وهم الكوادر الذين يحققون المليارات
التي عندما نقصت اضطرت الدولة الي الاستدانة والي قرض البنك الدولي الذي جعل الناس تكح تراب او رمل او حصي ،فلماذا تكيل الدولة بأكثر من مكيال ،ولا تهتم بالاقصر او اسوان او الغردقة التي تحقق دخلا يصل الي مليارات تقدر ب ١٥ مليار دولار سنويا او اكثر ثم تتركهم في سنوات عجاف يتضورن جوعا وفلسا وحزنا ،اين العدالة ،ولماذا لا تحافظون علي الفرخة التي تبيض لكم ذهبا وهذا اضعف الايمان ،، مفاد كلامي ان اهمال الجنوب في السياحة وفي الثقافة وفي الفنون وفرض هذه العزلة ربما يؤدي الي الانفجار الذي لا نريده ولن نقوم به لاننا ابنا الصعيد عمق مصر حتي لو تجاهلنا عن عمد ابناء العاصمة ومراكز القوة بها، يجب ان يدركون
اننا في رباط الي يوم الدين اذا تحققت العدالة الاجتماعية ودون ذلك ربما تحدث المجاعة!!
مؤسس فكرة الجميزة
ناصر النوبى منصور