الزنزانة وصور الجلاد في رواية ” خلف الجدران الصغيرة ” للروائي سعيد آل مرضمة
كتب: عبدالناصر الدشناوي
“خلف الجدران الصغيرة” هو عنوان الرواية الجديدة للروائي السعودي سعيد آل مرضمة والتي أصدرتها مؤسسة “أروقة” للدراسات والترجمة والنشر،ضمن سلسلة ” الرواية العربية ”
يتشيد البناء الروائي علي تيار الوعي الذي يعتمد علي المنولوج الداخلي في عرض المحتوي الداخلي أو النفسي للشخصية،كما ظهر تكنيك “الفلاش باك” و”المونتاج” والعرض السريع والبطئ والقطع المفاجئ،وكلها حيل فنية ساهمت في التشكيل الجمالي للرواية .
في مقابل المكان المركزي”الزنزانة” تظهر الشخصية الرئيسة “حمد” الذي يقضي عقوبته في السجن جراء جريمة لم يرتكبها ولكنه يدفع ثمن نقاء سريرته وطيبة قلبه،وتظهر صور الجلاد في نسخ من الشخصيات المختلفة:السجان، نزلاء السجن” المعلم مسعد،زكريا،ياسر”، صديق طفولته “ماجد” الذي يحتال عليه مرتين في الأولي يأخذ نصيبة من البعثة العلمية إلي أمريكا وفي الثانية يسرق مال شركته ويشوه سمعتها فيودعه جدران الزنزانة .
تحتشد الرواية بالأحداث العاصفة:القتل،تجارة المخدرات،تزوير الأوراق،غسيل الأموال،فتظهر الشخصيات الشريرة ويتسع الفضاء المكاني ليشمل بلدان آخري: دبي ، أمريكا، وفي المقابل تندر الشخصيات الطيبة والتي تظهر في “نادية” الفتاة التي أحبها وفقدها بسبب تصرفات صديقه ،ووالده وأخته فاطمه،بينما يظهر خيال أمه الراحله في أوقات معينة يحذره أو يطيب خاطره،
أنه الصراع الأبدي بين الخير والشر،دراما الإنسانية منذ بدء الخليقة، وإن كانت الرواية في خاتمتها تمنح الخير جرعة الحياة مع خروح البطل من السجن بعد العفو عنه .