وزير الثقافة لو كان الشعب راضيا عن آداء حكوماته السابقة ، لما قام بثورتين خلال ثلاث سنوات.
كتب: عبدالناصر الدشناوى
فى نهاية جولة شاقة امتدت ليومين متتاليين إلتقى الدكتور عبد الواحد النبوى بالدكتور هانى المسيرى محافظ الإسكندرية ، بعد أن زار عدة مواقع ثقافية زيارات مفاجئة ، وتفقد عدد من المشروعات والإنشاءات الثقافية فى بنها وطنطا والإسكندرية ، وشاهد عرض (الغيبوبة) المسرحى بالإسكندرية ، وحضر اللقاء الذى عقد بعد ظهر الأمس الأحد 12 أبريل بمكتب محافظ الإسكندرية ، د.سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافى ، والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح ، والدكتورة سمية عامر مدير العلاقات العامة بمحافظة الإسكندرية ، ومحمد بغدادى المستشار الإعلامى لوزير الثقافة .
واستهل د.النبوى حديثه مع محافظ الإسكندرية موضحا مدى حاجتنا الآن كأمة مصرية إلى تضافر كل جهود أجهزة ومؤسسات الدولة من أجل دعم خطط التنمية والمشروعات العملاقة التى تتبنها الدولة المصرية ، وهذا لن يتأتى إلا بالأمن والاستقرار ، وهذا لن يتحقق بالأمن وحده ، فالثقافة لا تقل أهمية عن الأمن ، فلأول مرة مصر تهاجم من الجهات الأربعة بالإضافة إلى أعداء الداخل ، فحدودنا الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية مازالت ملتهبة ، بالإضافة إلى الهجمات الجبانة التى تحدث بالداخل هنا وفى سيناء ، لذلك نحن بحاجة إلى إحداث طفرة ونقلة نوعية فى كافة الأنشطة الثقافية ، وقد بدأنا بالفعل بمشروع طموح غير مسبوق وهو (صيف ولادنا) ، وقد تم عرضه فى مجلس الوزراء على المهندس إبراهيم محلب بحضور جميع السادة الوزراء ، وخلال أيام سيكون ملف هذا المشروع كاملا على مكاتب السادة المحافظين ، لتتعاون معنا كل المحافظات وجميع أجهزة الدولة لتفعيل كل الفعاليات والأنشطة الثقافية التى يتضمنها المشروع الذى يرفع شعارا بسيطا ولكنه عميقا وهاما ، لو تم تنفيذه كاملا وبدقة وهو : (إبتكر ، فكر ، نافس ، ابدع) ، لذلك فإن (صيف ولادنا) ستشارك فيه كل الوزارات ، تماما مثل المؤتمر الاقتصادى الدولى الذى عقد فى شرم الشيخ ، لأنه يتضمن كل الأنشطة الثقافية بشكل مبتكر وغير تقليدى ، وكلها أفكار من خارج الصندوق ، فهذا المشروع سيجدد الأمل فى شباب مصر ، لأننا لن نترك أولادنا وشبابنا للتكفيريين ، والإدمان ، والمتطرفين فكريا ودينيا ، وسيبدأ المشروع بالقوافل الثقافية من منتصف يونيو حتى منتصف سبتمبر من كل عام ، والمشروع يتضمن عروضا مسرحية ، وعروضا للفنون شعبية ، وعروضا من دار الأوبرا المصرية ، وورش عمل ، وحرف تقليدية ، وتنمية بشرية ، وعروضا للسيرك القومى ، وسيكون هناك فريق عمل متكامل من المحافظات ووزارة الثقافة للإشراف على تنفيذ وتفعيل هذه الأنشطة الثقافية الهائلة ، وسيتخلل المشروع شهر رمضان المبارك ، وهذا أيضا تم وضع تصور للأنشطة الثقافية خلاله ، حيث ستقدم فعاليات مختلفة تتناسب مع الشهر الفضيل ، من حيث طبيعة النشاط ونوعيته وبرامجه وتوقيتاته .
وأمام هذا الفيض من الأنشطة والفعاليات التى طرحها وزير الثقافة لمحافظ الإسكندرية لم يتوانى الكتور المسيرى عن تقديم كل التسهيلات لإتاحة الفرصة لتنفيذ هذه المشروعات الطموحة ، فبادر سيادته بوضع خمسة مواقع بالإسكندرية تحت تصرف وزارة الثقافة لإقامة هذه الأنشطة وخصص المواقع التالية : حديقة مسرح (كوته) ، وحديقة (الشلالات) ، ومسرح (بيرم التونسى) ، وفناء مدرسة (سان مارك) ، والأرض الفضاء بجوار منطقة (كارفور والحديقة الدولية) ، وقد وجه الكتور النبوى على الفور بضرورة توجه د.سيد خاطر ، والفنان فتوح أحمد على الفور لمعاينة هذه المواقع ، وإعداد رسوم هندسية وتصور إنشائى لاستخدام هذه المواقع فورا لإقامة خيمة للسيرك القومى ومسارح سهلة الفك والتركيب ، ومظلات واقية ، وأسقف متحركة ، ومنافذ توزيع وبيع للحرف التقليدية ومنتجات الصناعات الثقافية ، ومعارض الكتب ، بمشاركة صندوق التنمية الثقافية ، والإدارات الهندسية بوزارة الثقافة .
وقد شكر وزير الثقافة د.المسيرى على تعاونه الصادق وتفاعله مع مشروعات الوزارة الطموحة واستجابته السريعة لتلبية احتياجات وتفعيل الأنشطة الثقافية ، مؤكدا فى نفس السياق على ضرورة تعاون كل المحافظين والوزارت المعنية بالشأن الثقافى معنا ، موضحا أن وزارة الثقافة بمفردها ومواقعها المحدودة لا تستطيع أن تقدم سوى 40 % من أنشطتها المتعددة والمتنوعة ، ولا بد أن تعمل كل أجهزة الدولة كمنظومة واحدة فنحن جميعا نعمل من أجل المواطن المصرى ومن أجل الوطن ، ولو كان الشعب المصرى راضيا عن آداء الحكومات السابقة لما قام بثورتين كبيرتين على التوالى ضد هذه الحكومات خلال ثلاثة أعوام .
وعلى صعيد متصل أعلن وزير الثقافة د.عبد الواحد النبوى عن برنامج وزارة الثقافى الضخم خلال الموسم المسرحى الصيفى الحالى ، حيث تجرى البروفات على قدم وساق لتقديم أربعة عروض مسرحية ضخمة يقدمها الفنانون الكبار : يحيى الفخرانى ، وسمير غانم ، ومحمد منير ، بالإضافة إلى عرض (الغيبوبة) الذى يقدم حاليا على مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية بطولة الفنان الكبير أحمد بدير ، وقد وجه وزير الثقافة بضرورة إنتقال هذه العروض خارج القاهرة لتطوف كل محافظات ومدن مصر على امتداد أرض الوطن ، وصرح محافظ الإسكندرية فى نهاية القاء : إنه بفضل هذه الأنشطة الفنية الضخمة ، ومشروعه الكبير لتجميل الإسكندرية سيحول عروس البحر المتوسط إلى مارسيليا جديدة تنافس مارسيلية فرنسا ، وقد أنهى د.انبوى جولته التى استمرت يومين قام خلالها بزيارات تفقدية وتفتيشية مفاجئة على العديد من المواقع الثقافية ، بزيارة إلى متحف محمود سعيد بالإسكندرية ووجه بضرورة الصيانة الدورية واختبار واستكمال أجهزة الإنذار والحريق بالمتحف وضرورة توثيق كل الأعمال المعروضة بالمتحف ، بشقية (متحف الفن الحديث) ، ومتحف (محمود سعيد) ، بالإضافة للمعارض الدورية .
