” بروتوكول بين وزارة الثقافة وأكاديمية الشرطة “
كتب: عبدالناصر الدشناوى
أعرب الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة عن سعادته بوجوده وسط كوكبة من رجال الشرطة المصرية ، وطلبة أكاديمية الشرطة ، مضيفا أن الشرطة المصرية تاريخها ملئ بالوطنية ، ومرتبط بالنهضة المصرية ، مشيرا إلى أن الشرطة المصرية لم تتخلف أبدا عن أداء الواجب والبناء والمحافظة علي الوطن ،
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها د . عبد الواحد النبوي لطلبة السنة الرابعة من أكاديمية الشرطة ، وعددهم حوالي 1600 طالب وطالبة ، مساء الثلاثاء 7 أبريل بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس ، بحضور اللواء عمرو الأعصر مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة ، لواء د . جمال توفيق مدير كلية الشرطة ، لواء د . أحمد العمري كبير معلمي كلية الشرطة ، لواء خالد متولي مساعد رئيس الأكاديمية .
وخلال المحاضرة استعرض وزير الثقافة تاريخ مصر منذ 7000 عام ، وأكد أن مصر أول دولة في التاريخ وأول حضارة سبقت الحضارات الكبرى ، كما أنها أول دولة توقع معاهدة سلام ، واستعرض تاريخ الشرطة في مصر الفرعونية ، ثم عرج علي تاريخ مصر في العصر اليوناني والروماني ، وما مر به من أحداث ، كذلك التاريخ القبطي والإسلامي وتاريخ الشرطة في ذلك الوقت والتي كانت تسمي العسس ، وخصوصا في الدولة المملوكية ، وخلال المحاضرة استعرض النبوي فترة حكم محمد علي مشيرا إلى انجازاته الهائلة في كافة المجالات ومنها البعثات العلمية لأوروبا ، والتوسع في الحدود المصرية التي وصلت إلي منابع النيل جنوبا ، ومن تونس غربا ، حتى استانبول شمالا ، وذكر النبوي أن الجيش المصري كان بينه وبين استانبول مسيرة ست ساعات فقط ويستولي علي الدوله العثمانية ، ولكن تم توقيع صلح كوتاهية بعدما تأمرت الدول العظمي علي محمد علي ، وأكد أن محمد علي ما كان ليصل إلى ما وصل إليه من براعة الحكم إلا بالأمن الداخلي المستتب باعتمادة علي جهاز شرطي قوي .
وواصل د.النبوي محاضرته مضيفا العديد من المعلومات التاريخية للطلبة ، منها أن مثل (نروح في توكر) كان سببه أن توكر بلدة في السودان وكانت في الأساس منفي ، كذلك اسم (فاكهة اليوسفي) والتي أدخلها يوسف افندي إلى مصر أبان حكم محمد علي .
ثم تطرق النبوي إلى تاريخ الشرطة بعد ثورة 23 يوليو 1952، وما مرت به مصر في تلك الفترة حتي عام 1956 ، حتي وصل إلى عام 1967 شارحا بالتفصيل مؤامرة النكسة ، وكيف تم جر مصر إلى تلك الحرب ، وقال ــ باعتباره أستاذ وثائق ــ أن اسم حرب يونيو في الوثائق الأمريكية كان يطلق عليها عملية الديك الرومي ، والمقصود بالديك الرومي هو مصر ذلك الصيد الثمين ، وأن أحد المحللين السياسيين قال يوم 6 يونيو أي بعد النكسة مباشرة : أن مصر لن تقوم لها قائمة ، ولكن الجميع فوجئوا بأن الشعب يخرج ليؤازر قيادته السياسية يومي 9 و10 يونيو رافضين الهزيمة ، ورافضين التنحي وهو ما قلب الموازين والتي كانت تهدف إلي إسقاط مصر.
واستطرد النبوي أن اتفاقية (سايكس ـ بيكو) والتي تم الاتفاق عليها لتقسيم الوطن العربي بعد الحرب العالمية الأولي ، كان جورج بوش الابن يريد تطبيقها من خلال مخطط كبير ولكن الشعب بثورتيه (25 يناير و30 يونيو) بالاشتراك مع الجيش والشرطة أفشلا كل المحاولات والمخططات التي كانت تهدف الي اسقاط مصر.
وفى ختام محاضرته فتح باب المناقشة ، حيث أجاب الوزير علي أسئلة الطلبة ومنها مردود المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرا بشرم الشيخ علي الثقافة ، وقد أجاب النبوي بأن الاقتصاد والثقافة وكافة المجالات مثل الأواني المستطرقة وتحسن الاقتصاد معناه تحسن الخدمة الثقافية ، وفي سؤال آخر حول دور وزارة الثقافة في تحسين صورة ضابط الشرطة في الأعمال الدرامية قال النبوي أننا نحتاج إلى تغيير مفاهيم الثقافة ، وهي لن تتغير بسهولة ، وذلك يؤثر علي المجتمع بكل فئاته ، لذلك لابد وأن ننتظر بعض الوقت حتي تتحسن صورة المجتمع ككل في عيون الآخر ، حتي صورة الطبيب ، والمهندس والمحامي ، وليس ضابط الشرطة فقط .
وفي كلمته أكد رئيس أكاديمية الشرطة أن هذه المحاضرة في حب مصر ، وقد نهل الطلاب منها ومن المعلومات الثقافية القيمة التي ذكرها وزير الثقافة أثناء المحاضرة ، مؤكدا أن المحاضرة كانت في التمسك بالقيم المصرية والحرص علي حماية الوطن وشعبه وتحمل المسئولية واستقرار البلاد لجيل من ضباط الشرطة سيتحملها بالتأكيد ، وأضاف أن هذا الوطن يستحق كل تضحية في سبيل أن نكمل المسيرة ، ونحافظ علي ثقافته التي أنارت العالم أجمع ، وأعطت المنهج واثبتت للجميع أن هذا الشعب الأصيل شعب عريق وذو حضارة قديمة يستطيع يوما بعد يوم ومنذ فجر التاريخ ، أن يثبت أنه جدير بهذه الحضارة ، وأكد أن أهم رساله وجهها د . عبد الواحد النبوي وزير الثقافة لطلبة أكاديمية الشرطة في محاضرته أن يقرأوا التاريخ ، وأوصى الطلبة بضرورة قراءة تاريخ مصر حتي يعرفوا أن مصر عانت كثيرا ولكنها تنتصر في النهاية .
وكان د.عبد الواحد النبوي قد وافق علي عمل بروتوكول بين وزارة الثقافة وأكاديمية الشرطة وذلك لإمداد مكتبة الأكاديمية بالكتب الثقافية ، وكذلك محاضرين من المثقفين لطلبة الأكاديمية .