د. قيس العزاوي الأمين العام للصالون الثقافي العربي يحتفي بفوز جلال عارف ومحمد فائق.
كتب : عبدالناصر الدشناوي
إحتفل أمس الصالون الثقافي العربي برعاية ممثلية العراق لدى الجامعة العربية بفوز الكاتب الصحفي المعروف جلال عامر بمنصب رئيس المجلس الأعلى للصحافة المصرية ومحمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير الإعلام الأسبق وبحضور أعضاء الصالون برئاسة د.يحيى الجمل والأمين العام للصالون السفير د. قيس العزاوي وعدد من المثقفين والسفراء العرب ومنهم وزير الثقافة المصري الأسبق د.جابر عصفور والمفكر د.صلاح فضل والكاتب الصحفي د.مصطفى الفقي والمستشارة تهاني الجبالي ومستشار شيخ الأزهر محمود عزب ومدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( اليكسو) عبد الله حمد محارب وسفراء المغرب والجزائر والأردن وفلسطين ولبنان وموريتانيا وسفراء الأمم المتحدة والجامعة العربية والسفير هشام يوسف والمستشار فلاح المطيري مدير إدارة الإعلام بالجامعة العربية .
وبدأت الإحتفالية بكلمة قدمها د. قيس العزاوي أمين عام الصالون الثقافي العربي عبر فيها عن سعادته بإستقبال الشخصيات المرموقة ببيت العرب في الممثلية وقال نحن نوظف هذه الأمسيات الثقافية بشكل دوري لنناقش هموم أمتنا العربية ونحتفل بعباقرتها ومثقفيها واليوم نستقبل أحد الأعلام العربية المهمة والتي تركت بصمة في تأريخ العالم العربي وأنا شخصياً عندما كنت هنا في القاهرة وأمضيت فيها عشر سنوات تتلمذت على أيدي وزير الإعلام في حينها وهو محمد فائق وبعدها عملنا سوية في بيروت وفي القاهرة عبر المنظمة العربية لحقوق الإنسان .
وأضاف العزاوي بأننا نحتفل اليوم أيضاً بأحد أعضاء الصالون الأستاذ جلال عارف لفوزه بمنصب رئيس المجلس الأعلى للصحافة ونعتبر هذا فوزاً للصالون أيضاً .
بعدها تحدث رئيس الصالون د. يحيى الجمل عن تأريخ الصالون والفعاليات التي قدمها خلال الفترة الماضية وإستضافته لأهم الشخصيات الثقافية والأدبية العربية المهمة وعن دور العراق في تبنى هذا المشروع الثقافي الذي جمع خيرة المثقفين العرب في بيتهم بممثلية العراق لدى الجامعة العربية .
وتحدث الكاتب الصحفي جلال عارف عن تأريخ المجلس الأعلى للصحافة المصرية ودوره في حماية حرية الإعلام والصحافة وكيف كان يعمل في ظل حكم الإخوان المسلمين ومحاولتهم في أخونة المجلس خلال العام الماضي مشيداً بالإنتخابات الديمقراطية التي حصلت قبل أيام وكيف إن المجلس أصبح يمثل الصحفيين والمثقفين والرأي العام وفيه إستقلالية تامة وهو يعمل في الفترة الإنتقالية للحكومة وبعدها سيتم حله وتجري إنتخابات جديدة لإختيار أعضاء جدد للمجلس وحسب ما ينص عليه الدستور المصري الجديد مبيناً إننا اليوم لدينا قبة لابد ان تساعدونا فيها موضحا ان المجلس يحاول بكل ما يستطيع إن يحمي حرية الإعلام والصحافة .
وأشار الأمين العام للصالون الى أنه يود أن يتحول النقاش الآن الى العالم العربي في ظل التحولات الجديدة ، وخير من يفتتح الحوار المفكر د. مصطفى الفقي الذي قال أن دور أمريكا في المنطقة العربية ومحاولتها المستمرة لحماية إسرائيل من أي دولة عربية قوية ، هي تحاول الآن تدمير سوريا وترغب بضرب البنى الأساسية للدولة وضرب الأسلحة والترسانة العربية المهمة في سوريا والتي هي بمثابة حماية حقيقة للأمة العربية ، مشيراً أن هذا الكلام لا يعني إننا مع النظام الدكتاتوري في سوريا بل إننا ندافع عن جيوش ودولة عربية ترغب أمريكا في تدميرها وهي ليست مع منحها الله كل مقومات الحياة وقامت أمريكا بتدميرها بضرب أعصاب هذه الدولة .
بعدها تحدثت المستشارة تهاني الجبالي عن المرحلة التي يمر بها العالم العربي وقالت ” هي أخطر مرحلة في تأريخ العرب وهي الجيل الرابع للحروب التي ليس بها جيوش تواجه جيوش مثلها تستخدم الإعلام الموجه المزيف وتقديم رؤى مغايرة عن الواقع وهي إستهداف دبلوماسي ومعارك إصطياد الدول وهم يدخلون من مدخل محدد وهو الدفاع المزيف عن حقوق الإنسان ويوهموننا أنهم يدافعون عنا ويخترعون أسلحة جديدة لمحاربتنا ، إما زراعة الإرهاب الأسود عن طريق الإسلام السياسي أو نظام مستبد وهي مرحلة في غاية الخطورة ولابد لنا إن ندرك أنها مرحلة حياة أو موت والشعوب بدأت تتنبه بخطورة ما يحدث والشعب المصري أكبر دليل وخروجه في ٣٠ حزيران بقيادة شعبية وليس قيادة فكرية فالشعب هو الذي قاد وقدم وضوح للرؤى فكل المراحل السابقة كان الفكر هو القائد لكن في هذه المرحلة الشعب هو قائد للفكر معارك فكرة أصبحت النخب تمارس “.
بعدها تحدث وزير الثقافة الأسبق د. جابر عصفور عن إحترام حقوق الإنسان في البلدان العربية وضرورة الإنتباه الى هذا الموضوع المهم مشيراً بضرورة الإهتمام والوعي بعقلية الشعب المصري الذي خرج في 30 حزيران وانه لا يمكنه بعد الآن أن يقبل دكتاتورية جديدة لا عسكرية ولا دينية .
بعدها تحدث المفكر المعروف د.حسن نافعة وقال “كلنا نتحدث عن المؤامرة الخارجية وتقسيم العالمًًً وإعتدنا أن نجتمع دون أن نقدم رؤيتنا التحليلية لهذه التحديات الخارجية فالثقافة مهمة في هذه المرحلة لمواجهة إسرائيل وان الإستعمار خرج من الباب ودخل من باب آخر ، وقضيتنا ليست فقط المد الديني وإستبداده ومن يتصور إننا بإزاحتنا لجماعة الإخوان المسلمين هو عمل ضخم ورائع بكل المقاييس لكنه هي لحظة من التوالد الوطني ومن الممكن أن نخفق ونعود الى نقطة الصفر مشيراً إلى إن هناك قلق من المرحلة المقبلة .
بعدها تحدث عبد الله محارب مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( اليكسو) عن ضرورة الإهتمام بالتربية والنشئ الجديد والإهتمام بالتعليم لأن الجهل هو من وصّل الأمة العربية لما هي عليه ونحن دول لا نهتم بالتعلم ونجعل أولادنا عرضة للتيارات الدينية المتطرفة دون أن نحصنهم بالتعليم الجيد فبالتعليم والتربية الجيدة نستطيع أن نتصدى لكل القوى الظلامية التي تريد أن تعصف بمجتمعاتنا العربية .
ومن ثم تحدث مستشار شيخ الأزهر د. محمود عزب عن دور الأزهر الشريف الذي يعتبر مهماته ليست محصورة في مصر بل بالعالميين العربي والإسلامي وان الأزهر هو مؤسسة علمية هو ليس هيئة تنفيذية أو إتحاد بل هو لديه رسائل محددة يبثها على جميع المسلمين وهو الآن يمارس مهمته الوطنية على أبعد حد ويقف مع الشعب في ثورته الجبارة ضد التطرف الديني كما أنه يساهم في كتابة الدستور ويتفق مع الكنيسة في صياغة بعض الفقرات المهمة حيث إتفق الجميع أن الأزهر هو من يمثلهم في الشريعة الإسلامية وأن الكنيسة هي من تمثل الأقباط وهناك إجتماعات مشتركة تضمنا مع الكنيسة .
بعدها جرت نقاشات عديدة بين الكتاب والمثقفين الذين حرصوا على حضور الصالون رغم حظر التجوال المفروض في مصر وساهموا في إثراء هذه الأمسية التي ناقشت هموم الأمة العربية في ظل المؤامرات التي تحاك ضدها خلال هذه المرحلة الخطيرة من تأريخها .