” العبور الأخير ” بقلم : داليا حجي
فى السادس من أكتوبر فى عام ١٩٧٣ عبرت قواتنا المسلحة بمصر من الهزيمة إلى النصر و كانت حربا صريحة واضحة بين مصر وبعض الدول العربية من جهة و بين إسرائيل الوغد الكبير و من خلفها الثعلب اللاهث الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
و كان العبور الأول الذى إجتزنا فيه صعوبات كثيرة و بدأنا البناء و لظروف عديدة يعلمها معظم الشعب المصرى تغلبنا على الكثيرمن الصعوبات و و قفنا مغلولى الأيدى أمام الكثير منها لا لشىء سوى لأطماع أولى الأمر وتفضيل مصالحهم عن الصالح العام.
و اللآن و بعد سنوات من محاولة التغيير و الرجوع للمسار الصحيح و تعديل و إصلاح الأهداف تواجه مصر تحديات خطيرة داخليا و خارجيا.
داخليا نواجه إرهابا ضاريا من جماعة لا تعرف سوى العنف و الدم جماعة أرادت الحكم و عندما أتيحت لها الفرصة شرعت فى بيع البلاد للعدو فقط لأنها تبقى مصلحتها على مصلحة الوطن. جماعة كان يقودها فاسد و وطن كان يقوده مختل أضر بالبلاد أشد ضررا و ما زالت مخالبهم تعبث و تحارب جيش و شرطة وطنى بأخس الوسائل و النتيجة خسارة فى الأرواح سواء من بين المواطنين الشرفاء أو من جنود و ضباط من الجيش و الشرطة نحتسبهم إن شاء الله شهداء عند ربهم.
ثم نأتى للخطر الآخر و الأكبر و الأعنف و هو الإرهاب الخارجى الضرب على الحدود ، إختطاف و ذبح المواطنين العاملين بالدول المجاورة مثل ليبيا الشقيقة.
إنها حرب شوارع و ليست حربا عادية حرب أعداؤنا فيها مختبئين نعرف البعض منهم و الأيام تكشف عن الجهات الأخرى، الإسم داعش و ورائها قطر البلد العربى التى طالما أرادت بنا شرا سواء عن طريق قناتها العاهرة الجزيرة أو عن طريق حكامها معدومى الضمير و النخوة اما بالنسبة للعقل المدبر و اليد الملوثة دائما بدماء الجيوش العربية و هى الوغد الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية التى قررت من بعد ما خسرته فى حربها فى العراق أن تستعين بمرتزقة كداعش و غيرها و ببلاد ملوثة حكامها كقطر و حاكمها العاق الذى أبعد و نحى أبيه عن الحكم رغما عنه و بموافقة والدته و بمباركة الوغد الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية و ما أشبه الليلة بالبارحة فحاكم قطر والد تميم قد فعلها من قبل مع والده و هذا لايدل الا على خسة متأصلة فى دماء تلك العائلة.
و نأتى للخصم الثالث الذى يحلم بامبراطورية كعهدهم فى القرون السابقة تحت شعار الإسلام الذى هو برىء منهم القناص الكبير أردوغان رئيس وزراء تركيا الذى بات يحلم بسيطرته على مصر بعد تولى الإخوان لحكم البلاد و لكن أصبح حلمه بين ليلة و ضحاها كابوسا بعد عزل رئيس عصابتهم المختل و تقديمه للمحاكمة أبسط قضاياه التى يواجهها القتل و اكثرها خطورة هى الخيانة العظمى هذا الذى كان يقف وسط الجيش المصرى و قادته يشدو لنا قائلا أنا القائد العام للقوات المسلحة خائنا لمصر و شعبها و أراد بمصر أن تخضع تحت براثن أردوغان لإعادة إمبراطوريتهم المسلوبة.
و بعد كارثة ذبح واحد و عشرين عاملا مصريا فى ليبيا كان لابد من وقفة حاسمة وردا قويا و قامت القوات المسلحة بغارات جوية على معسكرات داعش فى ليبيا بالتنسيق مع الإدارة الليبية و دمرت بعض من معسكراتهم و أسرت بعض منهم و قتلت بعضا آخر و يبقى الثأر قائما حتى القضاء عليهم تماما بإذن الله و ببسالة قواتنا المسلحة التعبير الذى أثلج صدور الشعب المصرى الشريف عند إذاعة البيان مشارا فيه بأن من قام بأخذ الثأر قواتنا المسلحة و هنا ظهر شرفاء هذا الوطن من خونته.
هناك من له آراء و له وجهة نظر معادية او رافضة لنظام الحكم فى البلاد أو لبعض منها رافضين الحاكم او معترضين على بعض من قراراته أو ربما جميعها و لكن أنحنى أمامهم إحتراما عندما نحوا كل هذه الخلافات جانبا و لم يهتموا سوى بمصلحة البلاد بالدعاء للجيش بالنصر بمآزرة القوات المسلحة و ما هى مقبلة عليه تلك هى الوطنية.
و على الصعيد الآخر ظهرت بعض البكتريا و الجراثيم الشامتة الحاقدة معظمهم إخوان و ينكرون و سلفيون و يظهرون أنهم ليسوا منهم و لا ينتمون لأى تيار و لكن فضحتهم شماتتهم و أفكارهم المريضة.
قولا واحدا الوقوف ضد جيش الوطن خيانة لا جدال و لاريب فى ذلك إختلف كما تشاء و لكن وقت الحرب كن رجلا ابتعد عن شيطان الخلاف لا تجعله يسيطر عليك و ينسيك نخوتك رجلا بلا نخوة لا يساوى سوى أشلاء و يستحق كل الإحتقار.
لا يبقى فى المنطقة سوى الجيش المصرى و المراد هدمه و القضاء عليه أمامنا تحديات أكبر و أخطر مما كنا نواجهه فى الماضى بعدما كان كل طموحنا هو عبور قناة السويس و تحطيم خط بارليف و إعادة سيناء أرض الفيروز و الإنتصار على جيش لا يقهر كما كانوا يزعمون و كانت مصر كلها متحدة لا تواجه قلة خسيسة كالإخوان الإرهابيين و أصدقائهم السلفيين. نواجه الآن عبورا أصعب نواجه فيه عدوا ماكرا و خسة عدو من بنى الوطن الذى للأسف نشعر بالآسى أنه يحمل مثلنا الجنسية المصرية. عبورنا هذه المرة أصعب فهو الخروج من مستنقع داخليا و خارجيا إما أن نعبر ببلادنا إلى بر الآمان أو نقع فريسة لعدو باغى و نقضى على أبنائنا و أحفادنا ..أفيقوا يرحمكم الله…. إنه العبور الأخير.