“نقطة و من أول السطر ” بقلم داليا حجي
نقطة و من أول السطر جملة كلنا سمعناها فى طفولتنا عند قيام معلم اللغة العربية بإملائنا فى اﻹمتحان أو فى حصة اللغة العربية فقرة لكى يختبر فيها صحة الكتابة لدينا. و لكن اليوم بالنسبة لى هنا سوف أستخدمها كلما انتهيت من طرح مشكلة عليكم أملا أن يكون هناك تغيير للمشكلة المطروحة و سطرا جديدا يفتح لنا أبوبا من اﻷمل و يدخل فينا طاقة إيجابية تعيننا على التغيير. اليوم و بعد أربع سنوات مازلنا ندور فى دائرة واحدة لا خلاص لنا منها لا نعرف متى سوف تنتهى هذه الدوامة…لقد قامت ثورة الخامس و العشرون من يناير لها ما لها و عليها ما عليها و أنا هنا لا أناقش الثورة أنا أناقش أخلاق المصريين بعد الثورة. أخرجت الثورة بإنتهائها أسوء مافينا أصبحنا نهاجم بعض نلقى بالتهم على بعض ننصب هذا شهيدا و هذا خائنا ومع أننا نعلم جيدا أن هذا متروك للإله الواحد اﻷحد لا أحد يعلمه غيره نقطة و من أول السطر. أصبحنا نقاطع بعض و نتعامل بعنف و عجرفة مع بعض إن إختلفنا كل منا يتمسك برأيه دون أن يفكر فى الرأى اﻵخر و دون أن نحترم هذا اﻹختلاف نقطة و من أول السطر. عند وفاة أو سجن أحد من أى جانب أو جبهة من الجبهات أول رد فعل لنا هو الشماتة نعم الشماتة فى الموت حتى حرمة الموت لا نحترمها و لا نحترم مدى قسوة هذه الشماتة على أهل المتوفى بل لا نراعى الله و نصمت و لكن يسرع كل منا لإصدار الأقوال المستهزئة و النكات المستفزة و التهريج الغير مبرر على المتوفى كيف لنا أن نعيش بهذه اﻷخلاق و كيف نواجه ضمائرنا…. نقطة و من أول السطر. ظاهرة التبرير عند الجميع أنا لا أستثنى أحد كلنا أصبحنا نبرر لأفعال الجبهة التى ننتمى إليها قد يكون تبريرنا سليم و عن قناعة أعلم جيدا أن اﻷغلبية العظمى منا ليس لهم أى مطامع و لن يستفيدوا شيئا من وراء التبرير سوى أنهم يحلمون بحياة أفضل و مستقبل جديد لمصرنا و لكن أحيانا أثناء تبريرنا ننسى أشيائا كثيرة أننا نترك المشكلة أو المصيبة اﻷساسية و نتعمق فى الفروع نحاول أن ندافع دفاعا مستميتا على الجبهة التى ننتمى إليها و ننسى أننا أمام حادث جلل و هو مقتل روح سواء إن كانت هذه الروح ناشطا أو ضابطا أو عسكرى كلنا أرواحا كلنا إنسان…. نقطة و من أول السطر من المؤكد أنكم لاحظتم كلمة كررت مرارا فى هذا المقال و تلك هى أعظم المشكلات المطروحة على اﻹطلاق اننى كررت كلمة جبهة نعم إنقسمنا و أصبحنا جبهات كل منا يحارب اﻵخر و يستهدفه و يريد النيل منه إنقلبنا إلى وحوش و كل منا يريد هدم اﻵخر أفيقوا يرحمكم الله كلنا نحتاج لبعضنا البعض لوجودنا بجانب بعض هذا ما كان يميزنا هذا ما كان يقوينا و ينصرنا على أى إعتداء خارجى نحتاج لبعض كل منا جنب أخيه لا أمام بعضنا البعض لسنا أعداء نحن نعيش تحت سقف وطن واحد نريد أن نعبر ببلادنا إلى بر اﻵمان ..نحن نواجه مصائب خارجية و كوارث داخلية أولها الفقر و الجهل جرفت عقولنا عبر سنين طويلة نحتاج للبناء للتآخى لروح المحبة التى كانت تجمعنا نحتاج لسماع بعض استيعاب بعض إن لم تفهمنى إستفسر أولا عن مغزى كلامى. نقطة و من أول السطر التسفيه من دور اﻵخر التقليل من شأنه و التشكيك فى وطنيته . نقطة و من أول السطر نتحدث و نتناقش أمام أبنائنا و نشبعهم غضبا و حقدا و كرها تجاه اللذين نختلف معهم و عند ظهور أى ملمح لعدوانية أحدهم تجاه صديق له نعاقبه فلماذا إذن هذه اﻹزدواجية نحن من علمناهم و أشبعناهم كرها للآخر خاصة من يختلف معنا. نقطة و من أول السطر عزيزى المقيم بالخارج مهما كانت أسبابك التى دفعتك لترك بلادك هذا ليس مبررا أن تصدر لنا كل هذه الكم من الكراهية و تحريضك للمواطنين المقيمين داخل البلاد و توزيع أدوارا عليهم لتقل خيرا أو لتصمت أو لتأتى و تكافح و تبنى بلدك….نقطة و من أول السطر تعودت أن لا أخاف أحدا و أن أواجه و أن لا أخشى لومة لائم لذلك من حقك أن تختلف معى أن تقول رأيك أن تهاجمنى إن أردت لكن أن تحاول أن تخيفنى مرفوض… نقطة و من أول السطر