الجلسة البحثية الثالثة: “الأدب والصراع المجتمعي”
كتب : عبدالناصر الدشناوى
فى إطار فعاليات مؤتمر أدباء مصر الدورة التاسعة والعشرين المنعقد بمحافظة أسيوط فى الفترة من 23 : 25 ديسمبر الجارى بعنوان “الأدب وثقافة الاختلاف..دورة الأديب قاسم مسعد عليوه”، عُقدت الجلسة البحثية الثالثة تحت عنوان “الأدب والصراع المجتمعى”، شارك فيها د. البسيونى عبدالله جاد، د. علاء الدين سعد جاويش، أدارها د. حافظ مغربى.
تمت مناقشة البحث الأول بعنوان “الأدب والصراع الإجتماعى.. رؤية اجتماعية” للأديب د. البسيونى عبدالله جاد، وقد حاول البحث اكتشاف علاقة الأدب بالصراع الاجتماعى بين طبقات وشرائح المجتمع الواحد، أو بين الشمال والجنوب فى العالم أجمع، أو بين المُستعمِر والمستعمَر، وتوصل البحث إلى أن أى تعميم تتبناه حضارة ما تجاه الحضارات الأخرى، ينطوى على نظرة ترتيبية عنصرية تجاه الشعوب والمجتمعات، لذلك يتحمل قارئ النصوص مهمة رفض هذه التعميمات والعمل على تحطيم القوالب الفكرية التى تتمحور حول الصورة النمطية للشعوب المستعمرة، فالانسان كائن حر وبإمكانه أن يخرق كل ما هو مفروض عليه، لهذا لابد من المبادرة إلى التحديد الممكن، ومن ثم التقويم والتجاوز، ويكون هذا بتدقيق النظر فى كل مرايا الآخرين، وفى النهاية يصبح صاحب أيه صورة هو صاحب الكلمة الأخيرة، حين يكون حريصاً على أن تبقى الكلمة الأخيرة من نصيبه هو.
أما البحث الثانى فكان بعنوان “الأدب والصراع الاجتماعى.. ثلاثية جميل عطية إبراهيم نموذجاً” للأديب د. علاء الدين سعد، أوضح فيه الأوضاع التى كانت تعانى منها جموع الشعب المصرى قبل الثورة، ومدى التطورات والتغيرات التى لحقت به عقب الثورة مباشرة وبعد فترة أطول، كما توصل البحث إلى أن ثورة 1952 أحدثت انقلاباً فى بيئة المجتمع المصرى، وقد نجحت فى تحقيق الكثير من الأهداف التى أعلنتها، غير أنها وقعت فى إخفاقات كثيرة، كما رصد مظاهر الصراع المجتمعى بمهارة فائقة، وظل وثيقية حية لرصد تلك النتائج التى آلت إليها هذه الصراعات المجتمعية بين مختلف الطوائف والتى تشابكت مع الصراعات السياسية والحزبية والطبقات الاجتماعية.
شارك الحضور فى الجلسة بعده مداخلات, منها مداخله د. أبو الفضل بدران الذى تمنى أن يهتم الأدباء بأدب النشء, واقترح أن يقوم الأدباء بتبسيط الأدب العربى العظيم للنشء, وأن يبتعد الأدباء عن غاية التعالى فى كتابتهم ويقتربوا أكثر من لشعب لتذويب الصراعات بينهم.
أما الروائى زكريا عبد الغنى فعقب على رواية جميل عطية بأنها رواية تسجيلية زاخرة بالأحداث السياسية والتاريخية، ونوه إلى أن خطها الحكائى ضاع بسبب زخم الأحداث السياسية بها.