” أمينة وسي السيد ” بقلم أحمد صلاح
وجد السيد احمد عبد الجواد نفسه فجاءة عجوزا ، اعصابه ترتعش لا يستطع الامساك بكوب الماء أو لي الشيشة ، نصحة الأطباء بالابتعاد عن التدخين والسهر فورا ، منذ ماتت أمينة وهو يضرب الأخماس في الاسداس ، فأمنية لم تخرج من بيتها الا مرة واحدة عندما ذهبت لتزور سيدنا الحسين ويومها خبطتها السيارة ، فوقعت والتوي كاحلها ، وطردها من البيت ولكنها عادت اليه مختلفة ، ولم يقربها من ذلك اليوم واكتفي براقصات عماد الدين المصيبة ان بعد وفاة أمينة دخلت عليه الست المغسلة لتخبره بمصيبة ، فالست أمينة بعد كل هذه الأعداد من العيال والسقط والولادة المتكررة والحقوق الشرعية للزوج مازالت بكر ، اسقط في يد الرجل وسط عملية الغسل وولولة النساء وتجهيز العزاء وصلاة الجنازة ، من يومها وهو يضرب الأخماس في الأسداس من هذه المرأه التي سكنت بيته عمرا كاملا ، مازال الكوب يرتعش في يده وقطرات الماء تتساقط علي جلبابة ونظرة الضئيل يمنعه من رؤية الطريق بشكل كامل ، قام ملقيا عصاه امامه مهتديا بها من غبش الطريق ، وبدا يسير متذكرا انيس زكي ، صديقة القديم ولكن في رواية أخري ، فهو في ثرثرة علي النيل ورد عليه الكثير في العوامة قد تكون أمينة هربت اليه أو جاء به أحدهم اليه ، كان الوقت ظهرا وبالتاكيد أنيس نائم بعد سهرته أمس ، ولكنة استقل تاكسيا الي هناك حيث وجده ينفض النوم عن عينية ، مستمرا في توهان الحشيش، يجهز الشيشة ويضبط الماء ويقول ، ماعرفش يا ما رود علي كفاية اللي في الرواية ياعم روح روايتك دور فيها واعرف مراتك فين ، خرج أحمد عبد الجواد من العوامة ساخطا ، دخان الحشيش لعب قليلا في راسة ، قرر الذهاب لزهرة ، بطلة ميرامار علها تصل الي حقيقة أمينة فزهرة تمرست علي الرجال ، وبالتاكيد تعرف امينة وما وصلت الية ، ولكن زهرة اصابتها الشيخوخة بعد ما مر بها ، فضربها النسيان في مقتل فلم تتذكر حتي من اي رواية جاءت ، ولكنه علي باب شقتها اخبرته ان يذهب الي زيزي بطلة رواية السمان والخريف فقد تعرفها ضمن من كانت تعرف من العاهرات ، أخبرته زيزي الا يبحث عنها فعيسي الدباغ شريكها في الرواية سمعت انه هرب مع سيدة تدعي امينة ، وأنه انضم للتنظيم السري ، حوقل وبسمل أحمد عبد الجواد ، فامينة لا تتحمل هذا وخصوصا الدباغ الذي يعاني من أمراض نفسية بعد ثورة 23 يوليو ، فماذا حدث له بعد ثورتي يناير ويونيو ، خرج الرجل ساخطا يبحث عن أمينة وقد تغيرت الدنيا حوله وانفض عنه الأولاد وفقد تجارته ، عند بداية شارع الصاغة استوقفني وكنت اقف أمام مقهي صغير سالني احمد عبد الجواد متبرما ، فين نجيب محفوظ ، سألته وانا في حالة وجل ، عاوزة ليه ، رد الرجل باسنان مفقودة فقد معها نصف الأحرف عاوزة يكتب بقية الثلاثية وشوف أمينة فين ، رددت عليه ، نجيب محفوظ مات ومافيش غيره أحمد صلاح