بقلم الكاتب أحمد صلاح ” الدين المعاملة يا مة ضحكت من جهلها الأمم ”
محن الاسلام بين خلق القرآن والصلاة علي النبي أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ ، بيت المتنبي الشهير والذي لا نذكر منه الا شطره الأخير ، نقوله كلما اردنا أن نوضح جهلنا وليس القائل بأجهل من السامع ، فاسلامنا الحنيف مر علي طول عصره بالكثير من المحن الفقهية ليس أولها محنة خلق القرآن وليس آخرها ورقة مطبوعة موضوعه في اي مكان تدعو للصلاه علي النبي . فحروب الردة كانت محنة ، كذلك دخول الاسرائيليات في السيرة والحديث وما لزم ذلك من رجال الدين من تنقية لهذه العلوم من تلك الأشياء التي القاها اليهود داخل الكتب ليبلبلوا علينا الدين ، وفي عصر الفضائيات وجدنا من يريد فتح ملفات اغلقت في السيرة أو السنة باعادة الكلام فيها طلبا لنسب المشاهدة مثل قضية ارضاع الكبير وما قابل ذلك من تهكم من الجميع وافتاء بدون دراية . جذب نظري وخصوصا بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي انتشار تلك الورقة علي السيارات والمحال وجدران المترو وكنت كلما قرأتها رددت عليه الصلاة والسلام ، ولكن الأمر بات غريبا حيث انتشرت الدعوة بسرعة شديدة وعلقها الجميع حتي سائقي المكروباس ومنهم من لا يصلون أساسا ، بل وضعت في أماكن لا يصلح ان تعلق فيه ، واصبح حف الشارب كما قال المتنبي مثل تعليق الورقة نأخذ من الدين مظهرا فقط ، غاية بسيطة ونترك الأهم والمهم ونشغل بالنا وتفكيرنا كله في لماذا تصر الحكومة علي نزع الورقة . الخليفة العباسي المأمون نام واستيقظ فجاءة يحاول أن يفرض علي الناس أن القرآن مخلوق بل أنه كان يطرح السؤال ومن يخالفه الراي يقابل باشد انواع التنكيل ، واشهر من نكل به كان الامام أحمد بن حنبل الذي قال أن القرآن كلام الله وصمد علي موقفة ، وكان يقف خلف المأمون فرق وجماعات فالممون عباسي شيعي وقفت خلفه فرق المعتزلة والجهمية ونصبوا محكمة كان المتهمين فيها من أهل السنة والجماعة ثم انتهت المحنة في عصر المتوكل بعد أن اثبت بن حنبل أن القرآن كلام الله فرق وجماعات ، وأكررها فرق وجماعات تريد أن تضع الاسلام في محنة ، فالصلاة علي النبي لا تحتاج الي ورقة تعلق علي ظهر سيارة ميكروباس تشغل اغاني هابطة أو علي واجه محل قد يكون متهرب من الضرائب ، فالعادة الشعبية تأخذنا الي الصلاة علي النبي في مفتتح اي كلام أو موضوع بدء من السيرة الهلالية علي سبيل المثال حتي في حواراتنا العادية ، اي أن الصلاة علي النبي لا تحتاج منا نحن المصريون بالتحديد الي التذكير ، والسؤال المنطقي ماذا لو سقطت الورقة علي الأرض ؟ من الذي سيحاسب علي اهانه الله ورسولة ، بالتأكيد من علقها . ان حرارة النقاش في هذا الأمر تجعلني اسأل من علقها ، هل صليت فروضك والنوافل كلها باطمئنان ، هل أديت كل الفروض والسنن ، هل امسكت لسانك عن الغيبة والنميمة ، هل ابتسمت في وجه أخيك ، هل كففت يدك عن ظلم أو أذي شخص ، اذا كنت فعلت ذلك فذكر بالصلاة علي الرسول يا سادة اسلامنا ليس في ورقة ، بل الدين المعاملة يا مة ضحكت من جهلها الأمم. أحمد صلاح.
