أروقة تصدر “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” لحاتم الجوهري

كتب : المحرر الثقافي

عن مؤسسة “أروقة للدراسات والترجمة والنشر” يصدر قريبا ويكونمتاحا في جناحهابمعرض القاهرة الدولي للكتاب (صالة 1 جناح 22A)؛ أحدث كتب الدكتور/ حاتم الجوهري بعنوان: “مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة: مشروع المشترك الثقافي العربي نموذجا تطبيقيا”..
يقدم الكتاب أطروحة نظرية جديدة لمجال “الدراسات الثقافية” عَمَلْ عليها المؤلف ومنحها اسم “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، مضيفا للمجال المعتاد لـ”الدراسات الثقافية” تخصيصًا أن يكون نطاقه “عربيًا”، وعلى أن يكون هذا التخصيص العربي “مقارنًا” وبينيًا أي بين دولتين عربيتين على الأقل، أو يتتبع مكونا ثقافيا حاضنا وجامعا تصالح مع المكون العربي الإسلامي في الطبقات المتراكمة وحضاراتها المتجاورة والمتعايشة تاريخيا بالمنطقة، وفي الوقت نفسه يقدم الكتاب تجربة عملية نموذجا لهذه النظرية، يطرحها المؤلف من خلال مشروع تطبيقي أسماه مشروع “المشترك الثقافي العربي”، ليُكوِّن الطرح النظري والمجال التطبيقي وتضافرهما معا طوال أكثر من خمس سنوات متواصلة من العمل والسعي والحراك العربي المستمر، حالة أقرب للمدرسة العلمية ذات التقاليد التي تترسخ وتستقر ملامحها شيئا فشيئا، وتطور من نفسها أثناء الحركة والعمل و”التغذية الراجعة”، ومن خلال “دراسة الحالة” العربية علميا وراهنها الواقعي، وفي علاقتها أيضا بالجوار الإقليمي والمستجدات الجيوثقافية العالمية في القرن الحادي والعشرين وسردياتها الكبرى الجديدة (نظريات “الصدام الحضاري”، واستجاباتها الصينية في مشروع “الحزام والطريق، والروسية في مشروع “الأوراسية الجديدة”) .

تنطلق الأطروحة النظرية لـ”مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة”؛ من فلسفة “التمفصل الثقافي” وبحثها عن “بشائر” لسردية كبرى جديدة تجمع الذات العربية، متجاوزة التسليم السائد والشائع بحالة ما بعد الحداثة الغربية، وترويجها المفرط لإرث مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وفظائعها –خمسينيات وستينييات القرن الماضي- عن أفكار نهاية السرديات الكبرى والمعاني الكبيرة، مقدمة منهج “الدرس الثقافي القيمي/ الحر”(The Free, Value-Based Cultural Study Methodology) الذي يبحث في الظاهرة الإنسانية عن محركاتها الثقافية العميقة والكامنة وعلاقاتها الحاكمة، لكنه ينتصر لـ”القيم الإنسانية العليا” التي تتضمن الحق والخير والعدل والحرية والمساواة، ومتون الظاهرة الإنسانية وقضاياها غير مقيد بمذهب الانتصار الرمزي للثقافات الفرعية، ساعيا لبناء متون ثقافية جديدة للذات العربية، والدول خارج المركز الأوربي/ الغربي عموما وتحررا من هيمنته ومتلازماتها الثقافية الناعمة، على السواء مع التحرر من متلازماته الكولونيالية الخشنة الجديدة، أو باعتبار أن التحرر من المتلازمات الناعمة دليل ومحرك أول، للتحرر من المتلازمات الخشنة للمركزية الغربية والمسألة الأوربية التاريخية.
تقوم “مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة” على أعمدة عدة تطرحها الدراسة؛ تشمل فلسفة عامة ورئيسة عن “التمفصل الثقافي” ذاته، تجاوزا ونقيضا لفلسفة “التبعية الثقافية” والمركزية الأوربية في تمثلاتها المتنوعة في القرن الـ20 أو إعادة إنتاجها مجددا في القرن الـ21، وتتضمن هذه الفلسفة العامة بنية نظرية داعمة لها تقوم على سياسة ثقافية جديدة تجاه الموروث أو التراث الثقافي العربي غير المادي، وهي سياسة “إعادة التوظيف” الموضوعي، متعاضدة أيضا مع فلسفتين فرعيتين مركزيتين، الأولى: “فلسفة المشترك الثقافي” وتحويل المكون الثقافي إلى منصة حاملة ورافعة للذات العربية في الجغرافيا الثقافية، تمهد لما هو تعاون اقتصادي، ثم مستقبلا إلى ما هو تنسيق سياسي يقوم على المصالح المشتركة ومحددات “مستودع الهوية” العربي، وطبقاته المتعايشة والمتنوعة عبر تاريخها الطويل، والثانية: فلسفة “استعادة المتون وتفكيك التناقضات” وأن حقوق الثقافات الفرعية والأقليات في العالم العربي لم تكن أبدا في مواجهة مع متن عربي رسمي قوي وحاضن لها، مع العمل لتفكيك التناقضات التي تم خلقها والترويج المفرط لها في المشهد العربي، إضافة إلى قراءة نقدية يطرحها الكتاب لـ”مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة” تجاه الدرس الثقافي الغربي ونشأته في بريطانيا، تتضمن نقد مذهبه الرمزي في الانتصار للهوامش ويأسه من المتون الرسمية وسردياتها الكبرى، وانتقال هذا المذهب للدرس الثقافي العربي تقليدا و”تبعيةً ثقافيةَ”.
تقدم الدراسة نسقا مفاهيميا/ خطابا جديدا ينبع من تصورها المعرفي؛ يبدأ هذه النسق المفاهيمي وخطابه من: مجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” ومدرسته، ويتواصل إلى مشروع “المشترك الثقافي العربي”، ومنهج “الدرس الثقافي القيمي/ الحر”، وفلسفة “التمفصل الثقافي”، مرورا بـ”إعادة توظيف التراث”، و”فلسفة المشترك الثقافي”، و”فلسفة استعادة المتون”، ومفهوم “الذات العربية المختارة” بوصف هذه “الذات” بنية ثقافية يتم اختيارها طواعية بالأساس من شعوب الحضارات المتنوعة بالمنطقة، تتصالح مع طبقات حضارية أعمق لدى بلدان المنطقة العربية الإسلامية، تتجاوز المفهوم الاستقطابي الضيق وتحتوي التنوع غير الإسلامي، مع الحق في وجود متن عربي إسلامي رسمي وقوي حاضن لكل مكوناته ومجموع أجزائه. ومفهوم “مستودع الهوية” باعتبار أن الذات الإنسانية/ العربية تأتي محمولة على “مستودع” متراكم من الطبقات الثقافية والحضارية، ويجب الوعي بإدارة علاقات هذا المستودع التاريخية والراهنة وتصالحها وتعايشها سويا.ومفهوم “المسألة الأوربية” ومتلازاماتها الثقافية، بمعنى التمثلات الثقافية التي قدمت التصورات المعرفية والعقل الأوربي المركزي ومتونه الحاملة بصفته النموذج المطلق والنهائي للبشر، الذي يرفض التجاور أو التداول أو التحاورأو التنوع الإنساني على عكس الشائع والمروج له، وانطلاقا من أن المسألة الأوربية ومتلازماتها في القرن العشرين قدمت نفسها في تمثلات ثلاثة أو ثلاثة سرديات كبرى متنافسة (الماركسية الشمولية غير الطبقية- الليبرالية الشمولية الطبقية [وشمولية الليبرالية هنا بمعنى المتون الرسمية الرئيسة وليست تباينات الهوامش وحضورها الرمزي]- الاشتراكية القومية الفاشية العنصرية أو النازية).
مهتمة الدراسة بنقد النسق الثقافي لحالة ما بعد الحداثة السائدة والرائجة بشدة حاليا في الأوساط الأكاديمية العالمية والعربية، والتي كانت سندا مركزيا لظهور مشروع الدراسات الثقافية الغربية في بريطانيا (على يد بقايا اليسار الأوربي وبعض مهاجري الدول التي كانت محتلة سابقا)، ودراسات ما بعد الاستعمار في أمريكا (مع إدوارد سعيد وجياتري سبيفاك وهومي بابا)، ونظريات التفكيك في فرنسا ما بعد الفظائع والعنصرية في الجزائر (مع جاك دريدا وميشيل فوكو وجان فرانسوا ليوتار وغيرهم)..، مبينة الدراسة أن هذا النسق الثقافي يسري من الأساس في نطاق محدد هو النطاق الأكاديمي والثقافي وقطاع الأقليات أو الثقافات الفرعية والهامشية، وأن زمن ما بعد الحداثة لم يكن في حقيقة الأمر زمنا واحدا ونسقا ثقافيا واحدا، بل في الفترة الزمنية نفسها التي عرفت بـ”ما بعد الحداثة” وتبلورت بعد الحرب العالمية الثانية بعقد أو عقدين أو ثلاثة حسب الآراء المتنوعة، كان هناك زمنان ونسقان، الأول هو الزمن والنسق الذي حقق شهرة في أوساط الهامش ومريديه، وهو زمن ما روج له بأنه زمن نهاية السرديات الكبرى والأفكار الكبرى، بينما في المتون الرسمية (في بريطانيا وأمريكا وفرنسا) كان هناك زمن آخر ونسق آخر يقوم على استمرار السرديات الكبرى ذاتها وسعيها للهيمنة، في زمن الحرب الباردة وصراع السردية الليبرالية مع السردية الماركسية بعد سقوط سردية القومية الاشتراكية الفاشية النازية في الحرب العالمية الثانية، لتتمرد الدراسة على الترويج المفرط والفائق لأفكار نهاية السرديات الكبرى في الوسط الثقافي لدى الذات العربية، إشارة إلى تأكيد المسألة الأوربية على سردياتها الكبرى وإعادة إنتاجها في القرن الحادي والعشرين، مع نظريات الصدام الحضاري والردود عليها، المتمثلة في “الأوراسية الجديدة” من روسيا، ومشروع “الحزام والطريق” من الصين.. ليكون اهتمام هذه الدراسة وهدفها الذي تطرحه لنفسها، والبديل الاستشرافي المستقبلي الذي تقدمه هو وصول الذات العربية في نهاية المطاف من خلال الدرس الثقافي العربي المقارن، إلى سردية كبرى خاصة بها تقف من خلالها إلى جوار السرديات الكبرى الجديدة في القرن الحادي والعشرين.
تتكون الدراسة من ثلاثة أبواب كل باب من فصلين؛ الباب الأوليأتي بعنوان: “الذات العربية: فلسفة التمفصل الثقافي وإعادة توظيف التراث”، والباب الثاني بعنوان: “قراءة نقدية للدرس والنقد الثقافي الغربيين”، والباب الثالث بعنوان: “المدرسة العربية وفلسفة المشترك الثقافي ومتونه”…تفصيلا؛ يأتي الفصل الأول في الباب الأول (بعنوان الذات العربية بين فلسفتي التمفصل الثقافي والتبعية) متضمنا ثلاثة مباحث هي: الذات العربية والتبعية الثقافية فيما بعد الحداثة- في جدل التبعية بين الاحتلال الخشن والثقافة الناعمة- الذات العربية بين إعادة الإنتاج والتمفصل الثقافي. ويأتي الفصل الثاني في الباب الأول (بعنوان النهضة والتراث: سياسة ثقافية لإعادة التوظيف) متضمنا ثلاثة مباحث هي: الإطار النظريّ للسياسة الثقافيَّة في مجال التراث- التأسيس لمفهوم “إعادة التوظيف” للتراث- المجالات التطبيقيَّة لسياسة إعادة توظيف التراث. ويأتي الفصل الأول في الباب الثاني (بعنوان الدراسات الثقافية: قراء نقدية في النشأة والتلقي) متضمنا ثلاثة مباحث هي: الدراسات الثقافية.. سمات النشأة ومحددات السياق- ثانيا: الدراسات الثقافية عربيا وسمات التلقي- الدرس الثقافي في زمن الصدام الحضاري. ويأتي الفصل الثاني في الباب الثاني (بعنوان: النقد الثقافي: قراءة نقدية في النشأة والتلقي) متضمنا ثلاثة مباحث هي: “النقد الثقافي”: سمات النشأة ومحددات السياق- النقد الثقافي عربيا وسمات التلقي- مفارقات النقد الثقافي والأدبي وقصيدة النثر العربية. ويأتي الفصل الأول في الباب الثالث (بعنوان: الدراسات الثقافية العربية المقارنة فلسفة المشترك الثقافي وتحدياتها) متضمنا ثلاثة مباحث هي: الثقافة وجدل الموقف من الموروث العربي- الدراسات الثقافية العربية والمشترك الثقافي- تحديات الدراسات الثقافية العربية المقارنة. ويأتي الفصل الثاني –والأخير بالدراسة- في الباب الثالث (بعنوان: استعادة المتون العربية: فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات) متضمنا ثلاثة مباحث هي: المدخل المفاهيمي وحواشيه بين الذات العربية ومتونها- المتون العربية بين التاريخي والراهن- المتون العربية وفلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات.
ثم تأتي ملاحق الدراسة المنشورة بالكتاب؛ عن مشروع “المشترك الثقافي العربي” الذي منح مجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، ونظريته التي تطرحها الدراسة، سمة المدرسة العلمية التي تترسخ تقاليدها شيئا فشيئا، بوصف المشروع هو التجربة التطبيقية التي بحثت الدراسة من خلالها عن أول الطريق لسردية عربية ثقافية كبرى غائبة ولكن ممكنة ومحتملة؛ تترسخ بأقدام ثابتة على مدى حوالي خمسة أعوام الآن، حيث قدم المشروع منذ طُرح المؤلف فكرته عبر السنوات الخمس تلك عدة فعاليات دولية عربية حققت صدى واسعا، شارك فيها أكثر من 150 باحثا من كافة الدول العربية، مع الإشارة إلى أن كافة فعاليات المشروع كانت تتم بشكل تطوعي تام ودون دعم من أي جهة، بالاستناد إلى خبرة المؤلف الطويلة في العمل العام والشأن الثقافي والجيوثقافي.
وشملت فعاليات المشروع ثلاثة مؤتمرات سنوية دولية عربية ضمت 80 بحثا محكما،و21 عضوا في لجان التحكيم، و24 محورا علميا، خرجت كلها في كتب مطبوعة ذات ترقيم دولي معتمد، جمعها العديد من الجلسات البحثية الواقعية والافتراضية، وشملت المؤتمرات: (مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس 2022م، مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن 2023م، مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق 2024م).ووفق تقليد في “الدبلوماسية الثقافية” قام على حضور التمثيل الدبلوماسي لسفارة الدولة الشريكة في المؤتمر مع مصر (سفارات تونس واليمن والعراق)، من خلال كلمات بروتوكولية حضرت في تلك المؤتمرات، تكرم بها سعادة السفراء وممثليهم.
وكذلك كانت تتم المؤتمرات السنوية؛ وفق تقليد علمي يقوم على حضور المؤلف رئيسا لكل المؤتمرات يحدد محاورها الرئيسة وعنوانها العام، ويشرف على الإعداد العلمي التنظيمي للمؤتمرات، واختيار أعضاء اللجنة العلمية، ويعد ديباجة الدعوة للمؤتمر ومتنها الرئيس وفق تصور لأن يسلم كل مؤتمر ومحوره الرئيس، للمؤتمر الذي يليه ومحوره الرئيس، وكذلك بحضور المؤلفمحررا لكتاب المؤتمر السنوي لينضبط وفق الفلسفة العامة للمشروع، ومحددات السياسة التحريرية وفلسفتها العلمية التي يضعها.
فكان مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس هو المؤتمر التأسيسي للفكرة، حيث طرح فيه المؤلف فكرة “المشترك الثقافي” نفسها وخرج كتاب المؤتمر المحكم تحت عنوان: “فلسفة المشترك الثقافي: نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة”، ووفق تقليد علمي ينص على أن يستهل كتاب الأبحاث المحور النظري ثم يليه المحاور التطبيقية ومواضيعها، وعلى أن تستهل أوراق المحور النظري ورقة المؤلف البحثية لتؤسس لفكرة كل مؤتمر، وتحدد إطاره العام.. مع تكليفه بعض الباحثين بمواضيع بعينها لبيان المحور العام لكل مؤتمر ومواضيعه الثقافية التطبيقية وكذلك النظرية أيضا. كما تضمنت التقاليد العلمية للمؤتمرات، الشراكة الأكاديمية مع جهة أو أكثر في كل مؤتمر، فكانت الشراكة العلمية في المؤتمر الأول مع “المعهد الوطني للتراث” من تونس، وشملت اللجنة العلمية للمؤتمر ثمانية أسماء من البلدين ومختلف الدول العربية.
وجاء كتاب المؤتمر الثاني عن المشترك الثقافي بين مصر واليمن ومحوره حول “المتون العربية”، بعنوان: “فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات: استعادة المتون العربية وتحدياتها في القرن الـ21″، وكانت الشراكة العلمية في المؤتمر الثاني مع معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية من القاهرة، وشملت اللجنة العلمية للمؤتمر 12 اسما من البلدين ومختلف الدول العربية.
وجاء كتاب المؤتمر الثالث عن المشترك الثقافي بين مصر والعراق عن “الأنماط الحضارية الأولى” للبلدان العربية وبديلها الممكن في مواجهة نظريات الصدام الحضاري، حيث جاء كتاب أبحاث المؤتمر تحت عنوان: “فلسفة الذات الحضارية المتصالحة.. بديلا لذات الصدام الحضاري ونظرياتها”، وكانت الشراكة العلمية في المؤتمر الثالث شراكة علمية متعددة ومتنوعة مع كل من: (الكلية التربوية المفتوحة/ فرع القادسية- مجلة التراث الشعبي -مركز نيبور للأبحاث والدراسات- الاتحاد الدولي للمؤرخين – المجمع الفلسفي العربي – مؤسسة شناشيل لإحياء التراث الإنساني) وجميعهم من دولة العراق الشقيق، وشملت اللجنة العلمية للمؤتمر 11 اسما من البلدين ومختلف الدول العربية.
كما ضمت فعاليات المشروع صدور كتاب جماعي بعنوان: “في فلسفات التدافع والتعايش الحضاري: الذات العربية والدرس الثقافي المقارن للظاهرة الحضارية “، برقم دولي معتمد عن إحدى دور النشر المصرية (ضم ثلاثة محاور وثمانية باحثين وصدر عام 2023م)، قام المؤلف بتحريره واقتراح محاوره، وكذلك شملت فعاليات المشروع ملفا بحثيا عن “الدراسات الثقافية”، قام المؤلف بتحريره لمجلة مثاقفات اللندنية عام 2021م، نشرت مساهماته في عددين متواليين من المجلة، هما العدد الثالث والعدد الرابع، شارك في الملف خمسة من الباحثين.وشملت فعاليات المشروع ملفا بحثيا تحت عنوان: “الكولونياليةالجديدة” حدد المؤلف فكرته ومواضيعه وعناوينها؛ نشرفي مجلة “أدب ونقد” المصرية، وصدر في العددرقم 407 من المجلة بتاريخفبراير 2022م، وشارك به ثلاثة باحثون.
وشملت فعاليات المشروع مائدة مستديرة عن المشترك الثقافي بين مصر والسودان في أغسطس 2021م؛ اقترحها المؤلفواستضافتها مجلة “أدب ونقد”، بمشاركة ضمت ثمانية مساهمين، وخرجت المائدة المستديرةبـ”وثيقة ثقافية شعبية” مطروحة ومفتوحة للنقاش المجتمعي بين البلدين، تتضمن تصورا للعمل الثقافي المشترك ودور الثقافة عموما وفي تعزيز العلاقات بين البلدين، كان المؤلف واحد من اثنين قاموا بتحريرها (الثاني من دولة السودان الشقيق).وشملت فعاليات المشروع سمنارا علميا تعريفيًا بمجال الدراسات الثقافية العربية المقارنة في 2022م، رأسه المؤلف (شارك به ثمانية من الباحثين)، ومائدة ثقافية مستديرة صاحبت السمينار التعريفي في الوقت ذاته (شارك بها الباحثون أنفسهم)، استضافتها السفارة اليمنية على ضفاف مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن.
وفي خاتمة الدراسة؛يشير المؤلف إلى طموحه العريض، في أن يتم استحداث تخصص جديد في أقسام الدراسات الإنسانية بالكليات والجامعات العربية، يقوم على شقين رئيسين لـ”الدرس الثقافي العربي المقارن”، الأول هو التخصص اللصيق بكل دولة باحثا عن “المشترك الثقافي” بينه وبين الدولة المعينة ودول أخرى منفردة أو متصلة، والثاني هو التخصص العام لـ”الدرس الثقافي العربي المقارن” الذي يجب عليه أن يهتم بمجال “الجغرافيا الثقافية” ودورها في القرن الحادي والعشرين، وينظر في السرديات الجيوثقافية الكبرى التي ظهرت بداية من سردية “الصدام الحضاري” من أمريكا، ووصولا إلى سردية “الأوراسية الجديدة” من روسيا، وسردية “الحزام والطريق” من الصين، ساعيا لاستكشاف إمكانية الوصول إلى سردية عربية كبرى تزن الصراع العالمي الجديد.. كذلك يستمر الطموح في الدعوة لتبني المنظمات الثقافية الإقليمية والعالمية لـ”كرسي علمي” مخصصة لـ”الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، مثل منظمة الإيسيسكو، والألكسو، واليونسكو.
موصية الدراسة في متن خاتمتها؛ بأنه لاستعادة متن عربي جامع في القرن الحادي والعشرين، يستطيع أن يقف قويا في مواجهة المتون الأخرى البديلة المتدافعة معه دوليا وإقليميا، على البلدان العربية أن تبدأ بالجغرافيا الثقافية وتؤكد على إعادة تأسيسها وبناء المشترك فيها، وحسن إدارة تنوعها الثقافي الزخم وتسكين التناقضات التي تفجرت بها وتفككها، ومن ثم تنتقل من الجغرافيا الثقافية إلى الجغرافيا الطبيعية وتوظيف التنوع في موارد البلدان العربية وتكاملها، وصولا إلى الجغرافيا السياسية والتقارب في السياسات العليا والمصالح الكبرى والرؤى الدولية والإقليمية.

اترك رد

%d