الجرائد في مصر.. بقلم الكاتب الدكتور ناجي الحربي
كتب : الكاتب الدكتور ناجي الحربي
لا بد أن اقطع مسافة طويلة من مكان إقامتي في الإسكندرية كي أصل الكشك الذي يقوم ببيع الجرائد والمجلات.. يحدث هذا رغم الازدحام ورغم الإرهاق ..ورغم اعتلال الصحة .. لكنني أشعر بأن قراءة الجريدة والاستمتاع بالاطلاع على المجلات في مصر لا يقل أهمية عن تناول العلاج لهذا اللعين الذي لن أخضع له .. وبيقين سأقهره يوما ما..
كانت فضيلة قراءة الجريدة في مصر قبل تناول القهوة والإفطار الصباحي. وكانت الجرائد تطرق باب بيتك.. تتنوع أخبارها وتوجهاتها ومشاربها ولعل أشهرها الأهرام والأخبار والمصري اليوم والصباح واليوم السابع وغيرها.. كانت زهيدة الثمن اعتقد بتوجيه من المسؤولين تشجيعا وتحفيزا على عادة القراءة التي كان يعشقها المواطن المصري..
اليوم تكاد تختفي عقيدة قراءة الجريدة التي كانت تزدهر على مقاعد المقاهي و تنشط عملية بيعها في الشوارع وعند مفترقات الطرق وعند مداخل محطات المترو.. ولعل ذلك جاء نتيجة لتسلل وغزو وسائط القراءة الالكترونية وبسبب التغيير الذي أصاب الاقتصاد وطال الثقافة.. فلم أعد أرى إلا فيما ندر مشهدا لرجل يحشر رأسه في جريدة أمام عمارة أو على ناصية مقهى..