“القصة المزدوجة للدكتور بالمى” على مسرح الشباب والرياضة
كتب : عبدالناصر الدشناوى
في اليوم الثالث عشر من فعاليات المهرجان الختامي لفرق مسرح الأقاليم في دورته التاسعة والثلاثين الذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة دعاء منصور، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة نانسي سمير، تم تقديم العرض المسرحي “القصة المزدوجة للدكتور بألمى” تأليف أنطونيو بوييرو باييخو، إخراج جمال ياقوت، لفرقة قصر ثقافة سيدى جابر على مسرح وزارة الشباب والرياضة، تناول العرض فكرة يقظة ضمير شرطي يعمل بالقسم السياسي وخاصة في مجال تعذيب السجناء بأفظع أنواع التعذيب، وتأتيه اليقظة من خلال إصابته بالعجز الجنسي، حيث تبحث روحه اخيراً عن الشعور بالندم من خلال اللاوعي ويكون ترجمة اللاوعي هو مرضه، ويلعب الطبيب النفسي دورا في كشف ما وراء المرض والذى يكشف ماهية عمله، وما هو تأثير ممارسة التعذيب على السجناء، ويتضح لنا أن ممارسة العنف لا تؤذى الأخر فقط ولكنها تؤذى الذات أيضا، ويساعده في يقظه ضميره زوجته التي عرفت الحقيقة ولم تتخلى عن دورها الذى لعبته في رفض الحياة وهى مذنبة بجهلها عن ما يحدث، وبمجرد علمها تغيير موقفها، حتى وصل الأمر إلى اتخذها موقف الثوار والمتمردين، كما تنتهى الأحداث بتغيير سلوك الشرطي القاسي حين يدرك أنه يعانى عجز جنسي نتيجة لتعذيب سجين وانتزاع رجولته منه، حتى أدرك أنه قد لقى نفس المصير مع زوجته، وبعد مقاومة شديدة وعوامل نفسية واجتماعية غيرت سلوكه وجعلته يثور ويتمرد على وظيفته، الأمر الذى وصل حد أنه صار سجين وأخذ وضع أحد السجناء الذين يعذبهم، وهذا النص هو جزء من تفاصيل ما يحدث في القسم السياسي في لحظات الثورة وكيفية التعامل مع الثوار والمتمردين الذين يكون عاقبتهم التعذيب، وقد قام المخرج بدور الدراما تؤرج ليربط بين النص وما يحدث في الواقع خاصة وأنه استخدام إشارات ورموز لها دلالة على تفاصيل ثورة 25 يناير، ونلاحظ توافق الموسيقى والأزياء والديكور والإضاءة والأداء التمثيلي في العرض.