سيرة المكان وروح الشاعر في كتاب ” في منتصف الطريق إلى مراكش”
كتب : عبدالناصر الدشناوى
” في منتصف الطريق إلى مراكش” هو عنوان الكتاب الجديد الذي أصدرته مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر للكاتب والشاعر العراقي منعم الفقير ضمن سلسلة أدب الرحلات .
تحتشد نصوص الكتاب بصور ومشاهد في الساحات والميادين والمساجد والأزقة والأرصفة و المقاهي لأماكن مغربية :مراكش ،الرباط ،أغادير،بني ملال ويتبدي كل شيء وهو يحمل دعوة خاصة إلى النظر إليه دون غيره يكتسب الحق هذا من عراقته وتشبثه بهويته المعمارية وطابعه المزخرف وهذه الأماكن تكتظ بالحركة والأصوات والبشر وهم بين ذهاب وإياب في حركة ظهور بلا انقطاع، كما نجد حكايات ونقاشات وأحاديث عن شخصيات مغربية:الكاتب جعفر الكنسوسي،الناقد عبد العزيز بومسهولي،الشاعر حسن نجمي،الشاعرة مليكة العاصمي،الشاعرة ثريا إقبال،مولاي عبد السلام .
يؤكد الكاتب انك لا يمكن أن تزور مراكش دون أن تتقمصك حالة ما من الصوفية أو لا تكون صوفيا ولو بصفة متلق أو مستمع فمراكش هي عبارة عن زاوية صوفية واحدة متعددة الطرق ،وهذا الانطباع يباغت الزائر الذي لا بد أن يؤدي به بطريقة ما إلى التقاطع أو التماس مع زاوية صوفية لإمام تشيع عنه كراماته مثل سيدي بلعباس وهو يعقد مقارنة بين أعلام الصوفية في المغرب والعراق من أمثال الحلاج ،النفّري،ابن السبعين .كما تتخلل الكتاب نصوص شعرية من قصائد الشاعر منعم الفقير “الجمال يؤهل القلب للحب،رأيت أن قلبا في عقل خير من عقل في قلب،رأيت أن من انقطع عن عقله انقطع إلى قلبه ،رأيت أن من يُفنى في قلبه يقوم بعقله،رأيت أن من القلب تأتي السوية “