مجموعات قصصية جديدة للدكتور عصام حمزة
د. عصام حمزة
كتبة : د. شرين العدوي
استمتعت أمس بقراءة ثلاث مجموعات قصصية للصديق المبدع اﻷستاذ الدكتور عصام حمزة، فقد نقل عن اليابانية هذه المجموعات للأطفال وقد نشرتها دار الشروق، لن أقف كثيرا عند أهمية الطفل والقص له وكيف أن هذا القص هو ما يؤسس للبنة جدار الروح اﻷولى فيه . فكلنا مازل يتحرك بروح هذا القص الذى بنى مع حكايات اﻷم واﻷخوة. لا أبالغ إذا إن قلت : إن كل حياتنا من فلسفة وعلم ومنطق وشعر وأدب وتاريخ قص نكتبه بطرق أخرى بها الكثير من الوعى الذى اكتسبنا مهارته من الحياة والدرس.
أعجبني في هذه القصص القيم التى تؤسس لها فقصة عقلة اﻹصبع تحكى
أن على اﻹنسان ألا يستسلم لقدره أبدا بل عليه أن يعمل بكل إخلاص وتفان ويحاول أن يتقن ما يفعله وهكذا سيكافئه الله بإعطائه ما يريد فى الحياة بل وأكثر.
وقصة “أصدقائى” تعلم المعلم والطفل معا ألا نقلل من شأن أى طفل في قاعة الدرس فكل طفل لديه قدرة وامتياز في شخصيته علينا أن نتعرف عليها وننميها مهما كانت من وجهة نظرنا تافهة فهى في الحياة العملية مفيدة وذات تأثير عظيم لاستمرار الحياة؛ فالبشر متفاوتون وكل ميسر لما خلق له.
أما الطبلة العجيبة فهى تضم بين دفتيها ثلاث قصص “الطبلة العجيبة “، “رحلة الضفدع ” ، ” نيو سان ” الذى هرب.
فى قصة الطبلة العجيبة أسس المؤلف لتنمية الخيال حينما طال أنف ضارب الطبلة فوصل إلى النجارين ساكنى السماء الذين كانوا يبنون جسرا خشبيا يمر فوق نهر السماء الفضى وتخيل الجسر الخشبى فى نهر السماء الفضى الله إنه شعر.، و ﻷن جينجورو وصل إلى السماء فلابد له حينما يعود إلى اﻷرض يتحول لشيء آخر فقد لمسته السماء لذلك تحول لسمكة جينجورو باليابان أو الشبوط فى بحيرة بيواكو ، إن هذا كان جزاءه على عبثه بمقدرات البشر باستخدام الطبلة العجيبة، وعلى الرغم أنه جزاء من السماء فإن هذا الجزاء يوسع خيال الطفل، ولم يترك د عصام الطفل هكذا فى حيرة بل أعطاه المعلومة الصحيحة فى نهاية الكتاب عن سمك جينجورو وعن بحيرة بيواكو وفى نهاية الكتاب حتى لا يخدش جمال الخيال لدى القصة ولدى الطفل.
أما عن رحلة الضفدع فقد نمى داخل الطفل إحساسه بالانتماء دون تعصب للوطن وأن كل واحد فينا يجب أن يؤمن بجمال وطن اﻵخر فالجمال موزع على اﻷرض بالتساوي.
والقصة اﻷخيرة “نيو سان” الذى هرب تحكى عن العملاق نيو سان الذى يزين به اليابانيون معابدهم، وهى تؤسس ﻷهمية الصراع فى الحياة لنحس بقيمتها.
أحييك أستاذ دكتور عصام حمزة أولا : على الاختيار الموفق لهذه المختارات المترجمة التى تؤسس لقيم عالية فى حياة الطفل .
ثانيا : على اللغة الراقية المختارة بعناية والتى أعتقد أن لو قرأها الطفل حتى بمساعدة اﻵباء سيكون صاحب ذخيرة لغوية راقية ستظل معه طول العمر.
ثالثا : على اﻹخراج الممتاز للقصص وهنا أشكر أيضا دار الشروق فالطباعة فاخرة واﻷلوان مبهجة والرسومات معبرة بمنتهى الفن والحرفية.
رابعا: أحييك على الاهتمام بالتشكيل وهذا ما افتقدناه من سنوات طويلة فى كتب اﻷطفال، بل إن المعلمين والمعلمات ينهون اﻷولاد أن يقرأوا بالتشكيل. . إن التشكيل هو اللغة العربية.
رابعا : ترجمتك لم تشعرنى أبدا بالمقولة الشائعة ” أيها المترجم أيها الخائن ” فلم تشعرنى أن النص المترجم غريب عن لغتى لكنك نقلت لى الثقافة اليابانية نقلا راقيا استوعبت معه هذا الاختلاف والاتفاق فى الثقافة.
أحييك مرة أخرى صديقى العزيز الذى أعتز وأفتخر بصداقته. د عصام حمزة رئيس قسم اليابانى سابقا بكلية الآداب جامعة القاهرة ووكيل الكلية السابق أيضا .