ضمن سلسة ديوان الشعر العربي أصدرت مؤسسة “أروقة “للدراسات والترجمة والنشر ديوان ” لست هنا هل رآني أحد ” للشاعر السعودي أحمد يحيى القيسي وهو الديوان الثاني في مسيرته الإبداعية .
تنفتح عتبة العنوان علي حالة التباس تشي بالاغتراب أو الرغبة في التلاشي كما ينشغل الصوت الشعري لأنا الشاعر في رسم مشهد سير ذاتي عبر قصائد الديوان من خلال تحويل فني في الواقعة السيريه يخلصها من تاريخيتها ذات الطبيعة المرجعية الثابتة وينقلها إلي وضع دينامي قابل للفاعلية الشعرية .
كما يستبق في لعبته الفنية الزمن ليجعل المستقبل حاضراً والحاضر الذي يموت فيه الشاعر ماضياً من أجل أن يرتب الفضاء الشعري زمانا ومكانا على نحو يسمح بتصور حدوث موت الشاعر بمنطق يسمح بالرثاء :
” أفكر أن أموت بداخل لوحة لفان جوخ/ وأكون واحدا من ألوانها/ أن أتلاشي كرسالة نصية لم يستلمها أحد/ أن أذوب كقطعة سكر في فم طفل/ حرمه الجوع من التفكير في الحلوي/ لا أفكر أن يخبأ جسدي في قبر/ تفضح شاهدته أمري/ أريد أن أغدو مائدة مجانية لمحالب الطيور/ ولا بأس أن يكتب طلاب الطب واجباتهم على هذه المائدة .