كتب : عبدلناصر الدشناوى “مالا تقوله الفأس وتذرفه الغابة ” هو عنوان الديوان الجديد للشاعرالتونسي عبد الفتاح بن حمودة إيكاروس وهو الديوان التاسع في مسيرته الإبداعية وقد أصدرته مؤسسة ” أروقة ” للدراسات والترجمة والنشر ضمن سلسلة الشعر العربي تنفتح عتبة العنوان “مالا تقوله الفأس وتذرفه الغابة “علي حلولية الطبيعة/ الإنسان فى نسق فني يكشف عن مأساة راسخة في العالم ويشتغل على جدل الصوت / الصمت والذي يتبدي في قصائد الديوان حيث تتجسد اللحظة الشعرية في قدرتها على الرصد الحسي لحركة الموجودات،وخدشها الذهني والوصفي لروح الشعر ، بما يعنيه ذلك من تصاعد وتيرة التّمثل الوصفي للغة، والدخول في منعطفات الاحتشاد،والسرد،أما الصمت فهو في سيلانه يصبو إلى المستتر والمكتوم يبرز أسئلته الجمالية الأخرى في بحثٍ عن الخفي والمتفرد لا المتشابه والمألوف. ” يوما ما/ستجلسين على صخرة قبالة البحر/ وستحدّثين الموجه / بكلمات لا تفهمها /عن شباك مزّقتها الرّيح/ستتحلّقين مع الأطفال/حول موقد في الشتاء / وأنت تحدّثينهم عن فائدة اللّيل / لجنود الحرب وحطّابي الغابات ومنكودي الحظّ/ يوما ما /ستحدّثين الصّبايا عن نزق الينابيع/وعن المسافة بين الفأس ورأس الأفعى/ يوما ما/ ستحتفلين بقليل من المكسّرات/وشيء من الحظ والنّبيذ/مشعلةُ فتيل الزيت ”