الكاتب محمد عبد الحافظ واللواء أشرف شاش يفتتح مؤتمر إقليم وسط الصعيد الثقافي بالوادي الجديد
عبدالحافظ : مصر تحتاج لكلمة مبدعيها والخطاب الثقافي يجب أن يكون متحركاً
افتتح الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة واللواء أشرف شاش سكرتير عام المحافظة نائباً عن اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد المؤتمر الأدبي الخامس عشر لإقليم وسط الصعيد الثقافى المقام فى الفترة من 3 إلى 5 مارس الجارى تحت عنوان “الخطاب الثقافى فى وسط الصعيد…الواقع والمستقبل” والذى تعقد جلساته بالمركز الإستكشافى للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة برئاسة الكاتب حمدى البطران ويتولى أمانته الأديب أحمد دياب.
بدأت الفعاليات باستقبال الحضور بالدفوف والمزمار، تلاه افتتاح معرض لمنتجات مركز الحرف اليدوية بالوادى ضم عدداً من المنتجات الخزفية، بالإضافة لبعض اللوحات التشكيلية المرسومة بالرمال الملونة الطبيعة والمتوفرة بالبيئة للفنان أحمد وهبه، كما تم افتتاح معرض بعنوان “طريق العلم والإيمان” للفنان طلعت جاد الله ضم عدداً من أعماله المكتوبة بالخط العربى على الورق وبعض سور القرآن على البيض والليمون وبعض اللوحات العلمية الاسترشادية والجرائد والمجلات القديمة من أرشيفه الخاص.
ورحب أحمد دياب فى كلمته بالحضور، ونوه إلى أن المؤتمرات التى أقيمت على أرض الوادى لا لتعبر إلا عن إيمان قادة هذا الإقليم ومثقفيه بدور الثقافة فى تغيير الحياة، وأن ثقافة الحدود ظلت لفترة تعانى من العزلة وأن ثمة إحساسا بالتهميش كان يعترى مثقفى الحدود ولم يعد الآن كسابق عهده بفضل الحراك الثقافى فى الآونة الأخيرة، مشيراً إلى توفيق أعضاء أمانة هذا المؤتمر فى اختيار محوره الرئيسية، وأننا أحوج ما نكون الآن لصياغة خطاب ثقافى يواكب التغيرات الطارئة على حياتنا اليومية ويحتاج لثورة فكرية ومنهجية موازية لحجم الثورة التقنية الحديثة.
ودعت د. فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى الحاضرين لمناقشة قضية الخطاب الثقافى وأن نعيد النظر فيه من جديد حتى نصل إلى المصداقية التى تمنحه القدرة على التأثير ومن ثم التغيير، وأن يكون لهذا الخطاب صدى لما تحسون وتشعرون سواء سلباً أو إيجاباً، وأن يكون فى مستوى الناس وبعيد عن السطحية والضحالة، كما يجب أن يكون الخطاب الثقافى مسئولاً لا يحلق فى الفراغ، يأخذ من الواقع ويعطى له، وطالبت المشاركين بضرورة الخروج من هذا الخطاب بمعناه الواسع بمجموعة من القيم الإيجابية التى تسهم فى بناء مستقبل مشرق لمصر.
وأكد حمدى البطران على أن لا ملاذ لمصر ورجالها ومثقفيها من كل ما يحاول تمزيقها سواء من الغرب أو الدعوات بإقامة خلافة إسلامية إلا من خلال خطاب ثقافى معتدل يتصدى لكل تلك المؤامرات بالتعبير عن هويتنا المصرية والعربية، مشيراً لدور المثقفين فى إعلاء هذا الوطن عبر تاريخه ومقاومتهم للإستعمار وأنهم المحرك الرئيسى فى تقدمه.
ونقل محمد عبد الحافظ تحيات د. جابر عصفور وزير الثقافة للحاضرين، كما وجه التحية لمحافظ الوادى الجديد على استضافتة للمؤتمر ودعمه المستمر للثقافة، منوها إلى أن المؤتمر اليوم يقام فى ظرف تاريخى، تحتاج مصر فيه لكلمة مبدعيها وكتابها المخلصين ودعمهم الكبير واللامحدود من أجل مقاومة الإرهاب والتطرف الذى يضرب أوصالها وأوصال الوطن العربى، كما تحتاج إلى خطاب ثقافى مختلف مشبك مع الواقع ويتفاعل معه، يأخذ من عقل المتحاور معه ويزيد ويحذف ليكون خطاب متحرك وليس ساكن، وأن نعمل على الحفاظ على منجز السابقين من المبدعين والمخلصين مع محاولة إضافة ما يناسب اللحظة الراهنة، وأن نتحرك جميعا تحت مظلة المنظومة الثقافية التى تشارك فيها ما لا يقل عن عشر وزارات، وتمنى أن يكون لدينا مشروعاً متنوع للنشر يصل بالنشر الإقليمى إلى أقصى درجات الجودة والتوزيع والدعم من خلال مواجهة مشكلاتنا والعمل على حلها، ومؤكداً على التعاون مع عدداً من الجهات لإقامة مواقع ثقافية صغيرة تكون نقطا منيرة فى القرى والمدن نستطيع من خلالها أن نملأ الفراغ الثقافى الموجود وعن طريق التوسع فى مواقع لن تزيد تكلفتها عن عدة ملايين فى حوالى خمسين قطعة أرض مخصصة وجاهزة للبناء.
وألقى أشرف شاش كلمة محافظ الوادى الجديد موضحاً فيها أن إقامة هذا المؤتمر على أرض الوادى الجديد يؤكد على دور الثقافة بالنسبة للمناطق الحدودية فى الوقت الراهن وأنها أحد أهم الأسلحة الدفاعية فى مواجهة التطرف والإرهاب الذى يسعى لزعزعة أمن الوطن، وأن الدور الثقافى يعمل فى الفترة الحالية على تجميع جهود الدولة ممثلة فى التعاون بين كافة وزاراتها للخروج بعقل مواطن واعى يستطيع أن يعبر بهذا الوطن لبر الأمان.
أعقب ذلك تبادل الدروع بين نائب المحافظ ورئيس الهيئة ورئيس الإقليم، كما تم تكريم الروائى حمدى البطران والمبدع عاطف الحكيم بإهدائهم درع الهيئة، بالإضافة لتكريم الأديب أحمد الليثى والشاعر طارق فراج بإهدائهم درع الإقليم.